الأخبارسياسةمستجدات

مرة أخرى ، نظام الجنرال عبد الفتاح السيسي يستفز المغرب ويبسط السجاد الأحمر لـ “البوليساريو” في أرض الكنانة

الخط :
إستمع للمقال

تلقى المراقبون، بنوع من الدهشة، خبر إقدام نظام الجنرال المصري عبد الفتاح السيسي، على بسط السجاد الأحمر، لاستقبال والترحيب بوفد، قيل إنه تابع لـ”الجمهورية الصحراوية” الوهمية.

هؤلاء المراقبون، وهم يتابعون الأخبار، التي  تناقلتها مختلف المنابر الاعلامية حول مشاركة وفد الانفصاليين الأسبوع الماضي، بمنتجع شرم الشيخ، في المؤتمر البرلماني “العربي-الإفريقي”، لم يفهمو الأسباب، التي قد تكون وراء هذا الاستفزاز المصري الجديد  للمغرب، والهدف وراء مسه بقضية الوحدة الترابية للمملكة.

الاعلام الجزائري، استغل الخبر بطريقته المعهودة، حيث سارع إلى الانتشاء بهذا “النصر” ، الذي حققته الجمهورية الوهمية، حيث نشرت صحيفة “الشرق” تقريرا عن الموضوع، تحت عنوان: “سمحت الحكومة المصرية، في خطوة غير مسبوقة، بمشاركة وفد من “البوليساريو” ، يرأسه رئيس المجلس الوطني، خطري أدوه، ممثلا لبرلمان “الصحراء الغربية” في أشغال المؤتمر البرلماني العربي-الإفريقي بشرم الشيخ”.

وقال المنبر الاعلامي الجزائري إن هذه المشاركة “أثارت غضب” المغرب، مضيفة أن “ما زاد من صدمة” الرباط، التنصيص في “إعلان شرم الشيخ” ، الصادر في ختام الجلسة المشتركة، التي عقدها البرلمان العربي وبرلمان عموم إفريقيا”، على “دعم ومساندة حق الشعوب في تقرير مصيرها، والعيش في سلام طبقًا لمبادئ القانون الدولي، وقرارات الشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة” ، مشيرة في ذات السياق إلى اللقاءات التي أجراها الوفد الصحراوي مع المشاركين في المؤتمر ومن بينهم رئيس البرلمان المصري .

لكن ، دهشة المتتبعين لهذا الحدث، سرعان ما تزول عندما يتذكرون، رفض الوفد المصري، بقيادة السيسي نفسه، في القمة الافريقية بكيغالي (رواندا) في يوليوز الماضي، التوقيع على طلب، بادرت 28 دولة افريقية إلى إعداده ورفعه إلى القمة ومفوضية الاتحاد الافريقي، يدعو إلى تعليق مشاركة “الجمهورية الوهمية “، في الاتحاد الافريقي، بعد أن قرر المغرب، في رسالة وجهها لرئاسة القمة، العودة إلى شغل مقعده في هذه المنظمة القارية .

ساعتها حاول السفير المصري في المغرب، إيهاب جمال الدين، في رد “دبلوماسي جدا “، التقليل من الموقف “غير الودي” لبلاده، وقال إن القاهرة “تأمل في رؤية المغرب مستعيداً دوره ضمن الأسرة الإفريقية في أقرب الآجال”.

المغرب، من جهته، لم يتردد في التعبير عن استيائه ازاء موقف القاهرة ، خاصة وأنه جاء اثر انقشاع الغيوم التي لبدت سماء العلاقات المغربية المصرية، جراء زيارة وفد رسمي مصري لمخيمات تندوف وتحامل منابر اعلامية مصرية على المغرب، فردت الرباط بأسلوبها الخاص، حين وصفت القنوات التلفزيونية العمومية، في تقرير فاجأ الجميع بأسلوبه وحدته، نظام السيسي بـ”الانقلابي”.

مفعول هذا الرد كان سريعا، حيث سارعت بعض العواصم العربية إلى الدخول على الخط  لوقف بوادر التوتر بين البلدين، فعادت القاهرة إلى رشدها، وتم تبادل الرسائل والوفود الرسمية، وجاء وزير الخارجية المصري إلى الرباط، وتحدثت وسائل إعلام البلدين عن زيارة مرتقبة للرئيس المصري للمغرب.

بدون شك، أنه توجد عدة أساب ودوافع، قد تكون وراء إقدام القاهرة، خاصة منذ تولي الجنرال السيسي الحكم في أرض الكنانة، على استفزاز المغرب في مسألة حساسة تهم وحدته الترابية.

وإن كان هناك سبب واضح ومعروف، فإنه يتعلق بصعود الاسلاميين في المغرب، وهم من أنصار “جماعة الاخوان المسلمين” المصرية، التي أطاح الجنرال السيسي سنة 2013، برئيسها محمد مرسي. ويعتبر النظام المصري هذه الجماعة، منظمة “إرهابية”، وتعهد بالقضاء المبرم عليها وعلى أتباعها، ومعاداة كل الحكومات، التي تسمح بصعود الإسلاميين، من أنصار الاخوان المسلمين، إلى سدة الحكم ، حتى ولو كان ذلك عن طريق صناديق الاقتراع.

هناك أسباب أخرى، قوية، هذه المرة، توضح دوافع المواقف العدائية لنظام السيسي من المغرب، هو  التموقع القوي والمتصاعد للمغرب في ربوع إفريقيا، من خلال استراتيجية محكمة يتولى قيادتها والاشراف على تنفيذ مراحلها، الملك محمد السادس، من خلال جولاته الافريقية المتتالية، إلى دول غرب افريقية وقريبا إلى دول شرق القارة، تلك الناطقة بالإنجليزية، ومن بينها إثيوبيا التي تحتضن عاصمتها منظمة الاتحاد الافريقي.

وتعتبر القاهرة هذا التحرك المغربي مزاحما لنشاطها الدبلوماسي في القارة السمراء، بل ويهدد مصالحها الاقتصادية والسياسية.

والواقع ، أن هناك أسبابا ودوافع متعددة ، منها ما هو ظاهر، ومنها ما هو خفي ، قد نجد بعض خيوطه منسوجة  بين الجزائر العاصمة والقاهرة، مثل لجوء النظام المصري في عهد السيسي إلى هذه الاستفزازات والمواقف الانتهازية، إزاء قضية الصحراء المغربية، التي يعرف قادتها وسياسيوها ومفكروها العظام، أنها قضية مقدسة بالنسية لجميع المغاربة على اختلاف اتجاهاتهم السياسية والايديولوجية.

لكن، مع ذلك هناك سؤال بسيط جدا ، حد السذاجة : كيف لبلد بحجم مصر وتاريخها الحضاري، مصر القلب النابض للعالم العربي، التي تردد قيادتها صباح مساء، أنها تسعى إلى توحيد صفوف الأمة العربية والعمل على تقوية النظام العربي، من أجل مواجهة التحديات الاقليمية والدولية التي تهدده، (كيف) تسمح لنفسها أن تشجع الانفصال من خلال تخصيص استقبال رسمي لوفد، تعلم دبلوماسيتها وأجهزة مخابراتها جيدا، أنه لا يمثل، لا برلمانا، ولا جمهورية، ولا هم يحزنون .

وأخيرا، الكل يتذكر أن الجنرال عبد الفتاح السياسي،  قاد انقلابه على رئيس منتخب بطريقة ديمقراطية، بغض النظر عن حقيقة الاهداف التي تعمل جماعة الاخوان والاذرع التابعة لها في بعض الدول العربية ومن بينها المغرب، على بلوغها، فإن الجنرال كان أول ما فعله بعد الانقلاب، هو التقارب مع جنرالات الجزائر، الذين يتحكمون في تدبير كل الملفات الحساسة في البلاد، ومن بينها أو على رأسها ،ملف الصحراء. انتهى الكلام !.

(“برلمان.كوم”)

مقالات ذات صلة

‫3 تعليقات

  1. انه مجرم سفاح. دماء الابرياء من الشعب المصري في اعناقكم الى يوم القيامة .. لقد قتل الأفلام من خيرة الشعب المصري وسجن الرجال ظلما وقتل رجالات مصر ظلما حتى يحصى بالكرسي اللعين. امثل عذا الخائن للعهد والقسم والقاتل للروح المحترمة. يثقل فيه ؟ اي يد تسأم على السفّاح. والله لولم نعلم انكم كلكم ظلمة لتعجبنى ممن يضع يده في يد هذا المجرم ؟ هل بما انك اخواني يجب قتلك ؟ ان الشغب المصري هو من انتخب الدكتور مرسي ؟ ونزاهة ؟ ياتي اليهودي السفّاح ليقتل الابرياء العزل على مراى ومسمع من العالم ؟ انتظروا الخير من سفاح.

  2. لا ثقة في من يجرؤ على قتل النفس المحترمة. .. مهما كان ومهما اختلف مع المسلمين لانه يهودي فلا يقتل الابرياء الا الارهابي. وَعَبد الكرسي الخسيس ارهابي سفاح. وها انت تضعون ايديكم في أيدي ملوثة بالدماء الطاهرة الزكية من اجل الكرسي. فانكم كلكم يا حكام العالم. كلكم ارهابيون قتلة. لانكم رضيتم بهذا السفّاح ان يكون من بينكم فأنتم ايضا قتلة

  3. استغرب للمغاربة الذين بعطون الأهمية لمثل هذه التصرفات.نعرف السيسي من هو.وصل إلى الحكم “صحة” كما يقال إذا ليس لكلمته ولأفعاله أية قيمة عند المغاربة إذن صدق من قال:” القافلة تسير والكلاب تنبح “أتوف.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى