الأخبارمجتمعمستجدات

محمد زيان.. رفاق عنبر السجن أكثر من شرذمة المتضامنين

الخط :
إستمع للمقال

اليوم، اصطدم محمد زيان مع الحقيقة الواقعية المرة، وهو يرى جحافل المتضامنين معه لا يتعدون سقف “الدزينة/12”!.

فرغم كل توسلات محيط محمد زيان، ورغم حملات الاستجداء الافتراضي، ورغم دغدغة المشاعر، لم ينتقل إلى محيط سجن العرجات 1، حيث يقبع النقيب السابق، سوى 12 شخصا من “العطاشة” الذين يمتهنون “الوقفات الاحتجاجية بالمتر المربع وحسب ساعات الاحتجاج”.

ولعل المثير للسخرية هو أن نفس الوجوه تصر على تكرار نفسها في كل الوقفات الاحتجاجية المماثلة. يكفي فقط أن تغير التاريخ، وطبيعة الاحتجاج، لتجد أن نفس الوجوه تتكرر وكأنها تدور في متوالية روتينية تعيش خارج السياق الذي نحيا فيه جميعا.

ف”حفنة” المتضامنين مع محمد زيان، هم نفسهم الذين تضامنوا مع محمد باعسو أعراب، ومع توفيق بوعشرين، ومع مصطفى الريق… وكأنهم لا يعرفون للنضال طريق إلا إذا كانت مدخلاته ومخرجاته تمر عبر شرشفات الجنس المحظور.

فالمعطي منجب أصرّ على الحضور لوقفة التضامن هذه، وكأنه “يجزي العار” ويبرئ ذمته أمام محمد زيان، فهو من بين المغررين والمحرضين الذين تواطؤوا مع شبقية النقيب الجنسية وقادوه لسجن العرجات.

وفؤاد عبد المومني كان حاضرا كذلك رفقة عبد الإله بن عبد السلام، فالرجلان يقضيان وقت خريف العمر في التنقل بين الوقفات الاحتجاجية، مثل أي متعهد حفلات يتقاضى سقط المتاع مقابل خدماته النضالية.

أما خديجة الرياضي فهي من “توابل” كل وقفة احتجاجية، فهي التي تضمن لهم احترام “مقاربة النوع والمناصفة” في مسيرات الاحتجاج، لئلا يهاجمهم “الذكوريون” بأنهم ينتهكون الحقوق الفئوية وبخاصة حقوق النساء.

أما حسن بناجح وبوبكر الونخاري وباقي أتباع العدل والإحسان، فهم مجرد “حطب الوقفات الاحتجاجية”، مثل “حطب جهنم”، تتم الاستعانة بهم في تضخيم الضجيج، وتكبير رجع صدى الشعارات، ومسح إسفلت الطرقات بأحذيتهم المصنوعة من الأسمال البالية.

فهؤلاء، وحدهم، من أغراهم التضامن مع محمد زيان، وهم بعدد بنان الأرجل، والمثير للسخرية أنهم كانوا يرددون شعارا يضج بالانفصال بالشخصية.

فرغم أنهم قلة قليلة، إلا أنهم كانوا يلهثون بشعار “زيان ماشي وحدو… حنا كاملين معاه”! ومن المفارقات الهزلية أنهم “كاملين” لا يتعدون 12 نفرا.

فقد تمخضت دعوات التضامن مع محمد زيان طويلا، فلم تنجب سوى وقفة احتجاجية هجينة ومكررة! ليس فيها أي إبداع أو تجديد في الاحتجاج! فقط وجوه شاحبة هاربة من ماضيها، تناجي مقاومة النسيان عبر الركوب على كل الأحداث الطارئة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى