كم هو جميل أن يكون اسمك مشهورا، لكن كم هو غريب أن يكون جزء من اسمك يعني الشهرة دون أن تفعل شيئا يستحق هذه الشهرة، أو تفعل أشياء تستطيع أن تصنفك في القائمة الخلفية للشهرة، أشياء تقارب من إيقاعك في فخ المحاسبة قبل أن تنقذك الأيدي الخفية.
ففي لحظة من صفاء الذهن والسعي للمنافسة المهنية الشريفة، قد يصادفك وكما يعتاد الناجحون دوما خرجات لأشخاص وجهات تنتقدك لتنتقدك، تهاجمك لتهاجمك، تتباهى بقذفك أمام زبنائها، فقط لأنها تعتقد ذلك حرفة تستحق السعي لجني المزايا.
هذا بالضبط ما حدث مع “صحفي مغمور” في حقيقته مشهور بجزء اسمه العائلي، ويدعى محمد المشهوري، كدنا نصمت عن بهتانه في “برلمان.كوم” لولا أن جاءتنا تفاصيل نزواته تسبقه وتسعى إلينا، فقط لنخبر الغافلين عنه، وعن حزب الحركة الشعبية وقياداته المحتضنين له، والمشيدين بصبيانياته، علنا نجني الأجر من هذا الفعل النبيل، الذي لن يكون ردا عليهم كما قد يعتقد هو وبعض ممن معه، خصوصا وأنه فضل حمل سلاح سب قديم رَانَ عليه الصدأ فما عاد يستخدمه حتى بادئُ الرأي، فما بالك بالانجرار في سياقه.
قصة المشهوري هذا ابن “القصيبة” والذي يحيل اسمه مباشرة على وزير التجارة الخارجية الأسبق، بحكومة جطو، مصطفى المشهوري، هو بالفعل أخٌ للوزير، استفاد بين ليلة وأخرى وبفضل علاقة قرابة تطبعها المصالح، في حزب كان تاريخه مضيئا قبل أن ينحدر للتسول السياسي منذ ما يفوق 30 سنة مع قيادته المسنة، وفي وقت كانت الصحافة الحزبية قد بدأت فيه بالانحدار، ليستفيد من كعكة سمينة تجلت في توليه “إدارة تحرير” يومية الحركة، اللسان الناطق باسم الحزب، هكذا وبدون مقدمات أو مقومات أو حتى مبررات، قادما إليها في الرباط، بعد فشله الذريع ومشكله الدراسي المعقد -لا داعي لذكره- الذي ما زالت تشهد عليه إحدى ثانويات بني ملال وبعدها ثانوية الفقيه بنصالح.
انتقل صاحبنا أخ الوزير الأسبق بين نقطة وأخرى مستعينا بما ضمنته له علاقات خاصة داخل حزب السنبلة ومباشرة بالأمين العام امحند لعنصر، ليتمكن من اليومية الحزبية، ويقودها لانحدار ذريع يشهد عليه الجميع اليوم، بسبب لا مهنيته ولا كفاءته واكتفائه بأجر سمين يتقاضاه شهريا وعدد من الامتيازات، وأشياء أخرى، من قبيل التدخل لأصوله وفروعه لـتوظيفهم “بالمزاوكة والبكيان” وأشياء أخرى يترفع المقام عن إيفادها، مستغلا في ذلك صمت امحند العنصر الأمين العام الخالد لحزب السنبلة، الذي رقب ولا زال في المشهوري الصغير علاقته بالمشهوري الكبير.
كل من سألناه من العارفين، عن دور هذا المشهوري الصغير أو بالأحرى منصبه الحقيقي الذي يتقاضى لأجله الراتب السمين، داخل دواليب يومية الحركة، احتار في تصنيفه لنا، بين من يسمع بانه كان مدير نشر أو رئيس تحرير أو هما معا أو لا أحد فيهما، بل منهم من اعتبر تواجد المشهوري هناك، والتحكم المطلق نتيجة طبيعية “للزين اللي فيه”! إذ لا كفاءته المهنية تسمح له باعتلاء أي من تلك المناصب، ولا أداؤه المسجل قد يقوده لكل ذلك التحكم في رقاب زملاء مهنيين مقتدرين يعانون ما يعانونه من تبخيس مجهوداتهم، ما عدا استغلاله لبعض ما تبقى له من تأثير ناتج عن علاقة المشهوري الكبير بالعنصر، مع بعض التباكي والتشاكي على قيادات الحزب، كما سيحدث تماما عندما سيقرأ هذا المقال ويتجه به عند أولئك القياديين الذين لا يقودون شيئا، ليحصد المزيد من الامتيازات.
تتحدث الأخبار الأخيرة أيضا عن أن المشهوري الصغير الذي اقتُلعت جذوره من يومية الحركة كرها في شهر يوليوز الماضي، بعد تدني الجريدة لأدنى مستوياتها مع رقم مبيعات لا يجاوز 150 نسخة يوميا! ليبقى هناك براتبه السمين بمهمة صُحفي بين قوسين، بعد انتفاض المجلس الوطني الأخير للحزب وقبله مؤتمره الوطني، ضد تردي حال يومية الحزب والمواقع التابعة لها، وكذا غضب المدير العام للشركة المنتجة لأذرع الحزب الإعلامية، جراء الأسلوب البالي لهذا المشهوري، الذي تُسيّر به اليومية لسنوات، والذي فضحه نزاع بين المدير المذكور والمشهوري في أحد الاجتماعات المغلقة.
لقد كان الفتى النجيب ابن “قصيبة” بني ملال يأمر الصحفيين الأكثر منه قدرا وتجربة بالكف عن جلب الأخبار المفيدة للجريدة حتى تلك التي تهم مسيرة الحزب “النضالية”، مطالبا إياهم بالاكتفاء بأخبار الوكالات وبأسلوب “نسخ لصق” المبتدئ، ليكون الأمر عليه سهلا في التأشير على صدور العدد تلو العدد، وحتى يبقى له وقت كاف لطلب رزق آخر “مشبوه”، يتعلق بتسريب مضامين اجتماعات المكتب السياسي لحزب السنبلة لمنابر إعلامية أخرى تحت يافطة “صحفي متعاون” لأجل أجر زهيد يكسر الحزب ويسقطه أرضا أمام خصومه السياسيين في أكثر من مرة.
قليل الحضور لمقر الجريدة، قليل التفاعل مع صحفييها، غير مبال بالضربات الإعلامية التي توجه للحزب وقياداته، وكمثال على ذلك ظل المشهوري الصغير عدوا لذوذا لوزير الكراطة محمد أوزين منذ صعوده عرش يومية الحركة، وذلك بسبب صراع أخيه الوزير حول العودة لمناصب الاستوزار، خصوصا في الفترة الأخيرة التي عرفت التعديل الحكومي الذي أطاح برأس أوزين من وزارة الشباب والرياضة في حكومة بنكيران، حيث دأب المشهوري الصغير على انتقاد أوزين بشكل لاذع في كل مرة، إلى درجة وصفه في جلساته الخاصة بـ”مسخوط سيدنا”، قبل أن تنقلب العداوة محبة في الأيام الأخيرة، عندما بدأ “برلمان.كوم” يكشف فضائح أوزين الثقيلة، وعندما وجد المشهوري الصغير نفسه بلا منصب في اليومية، عرض خدماته على أوزين، والتي كانت على شكل أغلفة مالية مقابل نشر توضيحات “مزيفة” في المواقع المركبة، وبأسلوب استنجاد الغريق بالغارق!
لا نعلم نحن في موقعنا صراحة ما السبب الذي جعل المشهوري الصغير يطلق لسانه علينا بوقاحة لا تستقيم ولا تقيم، لكن قراءاتنا خرجت باستنتاجات مفادها، أنه وبالإضافة لأغلفة أوزين السمينة في الإطار السابق، شكل المقال البسيط الذي صُغناه قبيل أيام من عيد الأضحى الأخير، وكشفنا فيه معاناة عدد من الزملاء داخل يومية الحركة، من حرمانهم من تسبيق رواتبهم بمناسبة العيد، لسبب بئيس أجمله المتحكمون في رقاب العاملين هناك في “عدم الدفاع عن أوزين!” وهو ما تحالف فيه المشهوري الصغير مع تيار أوزين.
حقيقة، يترفع اللسان ومعه لوحة المفاتيح عن نقر المزيد والمزيد عن هذا “الفتى الستيني”، فما قيل يكفي لحدود الآن، وما كتب لم يكن بغرض تضخيم حجمه الصغير أصلا، والذي تعبر عنه تدويناته التي لا يتقن تحريرها، رغم ما يفترض أنه قد شاهده من مهنة الصحافة ولم يتعلمها، لكننا نرجو أن تكون هذه السطور مهدئا لنفوس اناس ضاقوا ذرعا بهذا المشهوري وبوجوده الذي صار يلوث نقاء الاوكسيجين المستنشق داخل مكاتب اليومية، و”يُبَهْدِلُ” تاريخ وحاضر حزب الحركة الشعبية وفضاءها الإعلامي.