تولّت موريتانيا، الرئاسة الدورية للاتحاد الإفريقي لولاية مدتها عام واحد، اعتبارا من يوم السبت المنصرم، ليصبح بذلك، رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية، محمد ولد الشيخ الغزواني الرئيس الجديد للمنظمة، خلفا لرئيس اتحاد جزر القمر، غزالي عثماني.
وبالمناسبة، أكد ناصر بوريطة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج أن “المغرب كان من داعمي هذا الترشيح، بتعليمات من الملك محمد السادس، انطلاقا من علاقات الجوار، والعلاقات الثنائية القوية التي تربط المملكة المغربية وموريتانيا”.
وتعتبر المملكة المغربية، رئاسة موريتانيا للمنظمة الإفريقية، “مستحقة، بالنظر إلى دورها كعنصر استقرار في المنطقة وكفاعل إيجابي في مجموعة من القضايا التي تعرفها القارة الإفريقية”.
وفي هذا السياق، قال محمد بودن إن “دعم المغرب لموريتانيا لتولي الرئاسة الدورية للاتحاد الإفريقي خلال سنة 2024، هو انعكاس إيجابي للعلاقات الممتدة والغنية ومتعددة الروابط بين البلدين، بحيث أن العلاقات الثنائية بين المغرب وموريتانيا حاليا هي الأوسع والأكثر كثافة لدى البلدين في المنطقة المغاربية، بفضل حرص قائدي البلدين الملك محمد السادس والرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، على نموها وتنوعها في إطار مضمون المحادثة الهاتفية بين قائدي البلدين في 20 نونبر 2020”.
وأضاف رئيس مركز أطلس لتحليل المؤشرات السياسية والمؤسساتية والخبير في الشؤون الدولية المعاصرة، ضمن تصريح لموقع “برلمان.كوم” أن تعبير المملكة المغربية عن “استحقاق موريتانيا لرئاسة الاتحاد الإفريقي الدورية كممثل عن منطقة شمال إفريقيا، يعكس المنظور المغربي لدور موريتانيا كعامل توازن، وفاعل توافقي في المحيط الإقليمي، وتقدير استعدادها للتعاون مع مختلف الأطراف، والمساهمة في المبادرات المتعلقة بالتنمية والسلام والأمن بحكم أن موريتانيا بلد أساسي ويتحمل مسؤولية مهمة في المنطقة من أجل السلام والتنمية.
وأكد بودن على أن “المغرب وموريتانيا، لديهما قناعات جوهرية مشتركة وتبادلات معمقة لوجهات النظر حول العديد من القضايا، بحكم الجوار الجغرافي وتقاطع المصالح”، مشيرا إلى أن “الزيارة الأخيرة التي قام وزير الخارجية الموريتاني للمغرب ولقائه بنظيره المغربي ناصر بوريطة وتبادل الزيارات بين مسؤولي البلدين وانعقاد الدورة الثامنة للجنة العليا المشتركة المغربية- الموريتانية في مارس 2022 وتوقيع 13 اتفاقية ومذكرة تفاهم برئاسة رئيس الحكومة عزيز أخنوش والوزير الأول الموريتاني عكست النقلة النوعية في العلاقات بين البلدين الأطلسيين”.
واعتبر المحلل السياسي أن موريتانيا تشعر “الدعم القوي للمملكة المغربية من أجل أن تحقق الرئاسة الموريتانية النجاح المنشود في مواكبة انطلاق العشرية الثانية لأجندة 2063، وكذلك دعم مختلف مشاريع التكامل والاندماج في القارة الإفريقية”.
وخلص بودن بالقول إن “الدعم المغربي للرئاسة الموريتانية للاتحاد الإفريقي يمثل نقطة إضافية في المسار الحافل للتعاون بين البلدين، وينسجم مع روابط الجوار والتاريخ والدم والنسيج الاجتماعي، ومن منطلق أن المغرب بوابة لموريتانيا نحو الشمال وموريتانيا بوابة للمغرب نحو الجنوب”.