
تستعد مجموعة “علي بابا” الصينية لضخ استثمار ضخم في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي، حيث أعلنت عن تخصيص 53 مليار دولار على مدى السنوات الثلاث المقبلة، إذ يعد هذا القرار خطوة استراتيجية تهدف إلى تعزيز موقعها في قطاع الحوسبة السحابية والتكنولوجيا المتقدمة، في ظل الطلب المتزايد على قدرات الذكاء الاصطناعي.
ويأتي هذا الاستثمار في وقت تتساءل فيه الأسواق عن مدى الحاجة إلى هذه الإنفاقات الضخمة، خصوصًا بعد مؤشرات على أن بعض الشركات الكبرى، مثل “مايكروسوفت”، بدأت في مراجعة خططها بشأن مراكز البيانات. ومع ذلك، ترى “علي بابا” أن الذكاء الاصطناعي يمثل مستقبل التكنولوجيا وتسعى لتكون في طليعة هذا التحول، رغم التحديات المرتبطة بتكاليف الحوسبة والعقوبات الأميركية التي تحد من حصولها على الشرائح المتقدمة.
وتُعد هذه الميزانية المرصودة من قبل “علي بابا” واحدة من أكبر الاستثمارات في مجال الذكاء الاصطناعي داخل الصين، متجاوزة التوقعات السابقة للمحللين. إلا أنه، يظل السؤال مطروحا حول ما إذا كانت هذه الاستثمارات ستؤتي ثمارها، خاصة مع ظهور تقنيات جديدة تقلل من تكاليف التدريب على الذكاء الاصطناعي.
ورغم أن “علي بابا” تأخرت نسبيا عن نظرائها الأميركيين في هذا المجال، إلا أنها تراهن على تسريع وتيرة التطوير لتعويض الفجوة، حيث من المتوقع أن تواجه تحديات في بناء بنية تحتية قادرة على المنافسة عالميًا، لا سيما في ظل القيود المفروضة على توريد الشرائح المتطورة من “إنفيديا”.
هذا ويظل مستقبل هذا الاستثمار غير محسوم، حيث يعتمد نجاح “علي بابا” على قدرتها على تحقيق تقدم تكنولوجي يبرر الإنفاق الضخم. وبينما تراهن كبرى الشركات على أن الذكاء الاصطناعي سيحدث تحوّلًا جذريًا في المشهد التكنولوجي، فإن المخاطرة تظل قائمة في ظل الشكوك حول العائد المتوقع على هذه الاستثمارات.