مجموعة صينية رائدة في صناعة السيارات تختار المغرب ضمن استراتيجيتها العالمية
أعلنت مجموعة “Joyson Electronics الصينية، الرائدة في تصنيع مكونات السيارات والإلكترونيات، في خطوة جديدة تعكس تصاعد جاذبية المغرب كوجهة صناعية استراتيجية، عن نقل جزء من أنشطتها الإنتاجية من أوروبا إلى المغرب، وذلك في إطار خطة شاملة لإعادة هيكلة عملياتها الصناعية حول العالم.
ويأتي هذا القرار في ظل ضغوط اقتصادية متزايدة تشهدها الأسواق الأوروبية، إلى جانب احتدام المنافسة في قطاع صناعة السيارات، ما دفع المجموعة إلى البحث عن مواقع إنتاج أكثر كفاءة وأقل تكلفة، حيث كان المغرب في صدارة هذه الخيارات بفضل مقوماته المتعددة.
وقد شملت هذه العملية نقل خطوط إنتاج عجلات القيادة من رومانيا إلى مصنع الشركة في المغرب، بينما أعادت “Joyson” تمركز إنتاج المكونات الإلكترونية في الصين، ونقلت تصنيع الوسائد الهوائية الموجهة للأسواق الأوروبية والأمريكية إلى الفلبين.
ويعزى اختيار المغرب من قبل “Joyson Electronics” إلى مجموعة من العوامل الجاذبة، من بينها القرب الجغرافي من الأسواق الأوروبية، ما يسهل سلاسل التوريد ويقلص آجال التسليم، إضافة إلى توفر بنية تحتية صناعية متطورة في مناطق مثل طنجة المتوسط والقنيطرة والدار البيضاء، كما يتميز المغرب بتكلفة يد عاملة تنافسية، مع توفر كفاءات مؤهلة ومدرّبة، فضلا عن استقراره السياسي ومناخ الأعمال المشجع، المدعوم برؤية استراتيجية واضحة من الدولة، كما تُضاف إلى ذلك الحوافز الضريبية والدعم الحكومي المقدم في إطار برامج مثل “الميثاق الجديد للاستثمار” و”مخطط التسريع الصناعي”، ما يعزز مكانة المملكة كوجهة مفضلة للاستثمارات الصناعية.
وقد بلغت كلفة إعادة الهيكلة حوالي 450 مليون يوان، ما أثّر على نتائج الشركة في الربع الأخير من سنة 2024، إلا أن “Joyson” تراهن على أن هذا التحول سيمكنها من تحسين هوامش الربح على المدى القريب والمتوسط.
ويمثل هذا الاستثمار خطوة جديدة في مسار توطين الصناعات الكبرى بالمغرب، الذي يسعى إلى تعزيز مكانته كقطب صناعي إقليمي يخدم الأسواق الأوروبية، الإفريقية، والأمريكية، كما يعكس هذا التوجه الثقة المتزايدة في قدرة المملكة على احتضان الصناعات المتقدمة، لا سيما في ظل التداخل المتسارع بين صناعة السيارات والتكنولوجيا الحديثة، مثل الذكاء الاصطناعي والروبوتيك، وهي مجالات تسعى “Joyson” إلى تعزيز وجودها فيها عالميا.
