الأخبارسياسةمستجدات

ماكرون أمام امتحان عسير وشعبيته على المحك قُبيل الانتخابات

الخط :
إستمع للمقال

يواجه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تحديات سياسية كبيرة في ظل صعود اليمين المتطرف في كل من فرنسا والاتحاد الأوروبي، وهذا الوضع يعقد المشهد السياسي بشكل كبير ويضع مستقبله السياسي على المحك كما يجعله أمام تحدي فقدان الشرعية والشعبية لدى الفرنسيين.

وفي ظل صعود اليمين المتطرف الذي عرف نموا ملحوظا في شعبيته في فرنسا، مما يعزز مواقفهم في الانتخابات المحلية والوطنية، فالأحزاب اليمينية المتطرفة تُعرف باستغلالها للقضايا الاقتصادية والاجتماعية والهجرة لتعزيز شعبيتها بين الناخبين، وهذا يضع ضغطا على سياسات ماكرون التي باتت في مرمى الانتقاد والرفض من لدىن لمواطن الفرنسي.

وفي هذا الصدد، قال عصام العروسي، إن اكتساح اليمين المتطرف بقيادة “ماري لوبين” في فرنسا، وما رافقه من إجراءات من قبل الرئيس الفرنسي، هو بمثابة امتحان واختبار حقيقي لماكرون بخصوص شرعيته وأسلوبه، وقد يخسر الانتخابات، كون هناك كُتلتان من اليمين المتطرف داخل البرلمان، وهي كتلة المحافظين والإصلاحيين الأوروبيين التي تضم إخوة إيطاليا أو الإخوة “فراتيلي دي إيطاليا” بزعامة جورجيا ميلوني، وحزب القانون والعدالة البولندي، والكتلة الأخرى التي تُسمى بكتلة الهوية والديموقراطية والتي تضم حزب التجمع الوطني الفرنسي وحزب الرابطة الإيطالي.

وأكد المحلل السياسي في تصريح لموقع “برلمان.كوم”، أن فوز اليمين المتطرف في البرلمان الأوروبي “لن يُغير الشيء الكثير”، فاليمين المتطرف حقق نتائج كبيرة في مجموعة من الدول مثل فرنسا والنمسا وإيطاليا والمرتبة الثانية بالنسبة لألمانيا.

وقال إن “دلالات هذا الانتصار الذي حققه اليمين المتطرف ستشكل صعوبة في تمرير التشريعات والقوانين الأساسية، بالإضافة إلى المزيد من الشعبوية، والمزيد من التشديد الصارم على الهجرة والمهاجرين وسياسة النزوح، ويُمكن أن يساهم في التأثير على العلاقة بين دول الشمال ودول الجنوب”.

وأفاد الخبير في الشؤون الدولية أن انعكاسات هذا الأمر سيظهر خلال الانتخابات الفرنسية القادمة، وبالتالي فإن ماكرون في الطريق نحو خسارة الأسهم والشعبية في الاستحقاقات القادمة، على اعتبار ما تعيشه فرنسا من انتكاسات في عهده، وتراجع دولة الرفاه الاجتماعي، وسياسات التقشف وسياسات الهجرة والتضييق على حرية المواطنين، سيجعل المواطن الفرنسي يذهب في الاتجاهات الراديكالية، خاصة إذا كان موضوع الهجرة يتماشى مع بعض النعرات داخل الاتحاد الأوروبي والقومية الجديدة، وتدعيم القوميات الضيقة بدل الانتصار للقضايا العادلة والإنسانية.

وأكد العروسي أن انتصار اليمين المتطرف في الاتحاد الأوروبي وفرنسا، يمثل انتصارا للسياسات الحمائية، والسياسات المحافظة، وبالتالي سنكون أمام خيار الذهاب في سبيل محاربة التوجهات الهجروية والهويات المتناقضة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى