يشير التصنيف الدولي واسع الانتشار، الذي يعود لـمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، إلى احتلال دولة هولندا للمرتبة التاسعة عالميا سنة 2015، واحتلالها لهذه المرتبة جاء نتيجة عدة أسباب.
يشاع أن أغلب حملة جائزة “نوبل” الدولية تلقوا تعليمهم في هولندا، ولا غرابة في ذلك إذا استحضرنا الدقة والاحترافية التي توضع بها المقررات الدراسية في هذا البلد، بحيث تتناسب مع تطورات الحاضر وتطلعات المستقبل.
زد على ذلك اعتماد التعليم الهولندي على مفاهيم العمل الجماعي وتطوير المهارات المختلفة للطلبة، والاعتماد على الممارسة العملية.
استقبال الأطفال في سن مبكر
من بين مميزات النظام التعليمي الهولندي استقباله للأطفال في سن مبكرة، تم تحديدها في سن الرابعة، وتقترح عليهم المدرسة، اختيار المادة التدريسية، في صف تتراوح أعمار الطلاب فيه بين خمس إلى ست سنوات.
وبخصوص منهجية التدريس قال أحد مدراء مدارس هولندا “روجيه فايسر” في تصريح سابق لقناة أورو نيوز: “التفكير النقدي هو أحد المبادئ الأساسية. لكن الأهم بالنسبة لنا هو العمل معا. أي أن الأمر يتعلق بتحمل المسؤوليات. أنا مسؤول عن هذه المدرسة، والأطفال مسؤولون أيضا عن أفكارهم التي ينقلونها، والتي تعد مهمة بالنسبة لهم”.
إجبارية التعليم ومجانيته في هولندا
تعود فكرة إجبارية التعليم إلى عام 1900، حيث ينص قانون التعليم الإجباري على أن كل طفل ملتزم بمتابعة التعليم ابتداء من السنة الخامسة. لكن في الواقع يذهب كل الأطفال تقريبا إلى المدرسة عندما تبلغ أعمارهم أربع سنوات.
يستغرق التعليم الإجباري المجاني 12 سنة مدرسية على الأقل. كل طفل في سن التعليم الإجباري في هولندا له الحق في متابعة التعليم، وهذا يسري أيضا على أطفال طالبي اللجوء والأطفال المقيمين بطريقة غير شرعية في هولندا.
تكوين الأساتذة
من الاستراتجيات الإبداعية الملاحظة في هذا الإطار لتمكين المعلمين وتنميتهم مهنيا، إعطاء الأساتذة فرصة لاختيار البرامج التدريبية التي يرغبون بها بناء على احتياجاتهم. وهكذا يكون الأستاذ مشاركا للإدارة باختيار الدورات التي يحتاج. هذه النظرة المشتركة في تحديد حاجات المعلمين تمنح الأستاذ الحرية والحماس في العمل.
ومن بين الطرق المتبعة لتطوير المعلمين، تكليف جميع المعلمين بعمل خطة تطوير ذاتي، من خلالها يتم اختيار الكفايات التي تلزمه بناء على نظرته لما يمتلك وما لا يمتلك من مهارات ومعارف. وخلال الفصل تتم مراقبة أداء المعلم للتأكد من ما تم تحقيقه في الميدان.