الأخبارمجتمعمستجدات

كيف ينجحون في ما فشلنا فيه: التعليم في ألمانيا

الخط :
إستمع للمقال

يشير التصنيف الدولي واسع الانتشار، الذي يعود لـمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، إلى احتلال دولة ألمانيا للمرتبة الثانية عشر عالميا سنة 2015. متقدمة على دول قوية كأمريكا، وعدد من الدول الأخرى أمثال بريطانيا وفرنسا.

ولعل أهم ما يميز نظام التعليم في ألمانيا، وفق ما ذكرته منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، هو التحفيز الدائم على التعلم، وهذا ما جعلها تتبوأ  المراتب الأولى عالميا.

إلزامية التعليم ومجانيته

تبدأ مرحلة التعليم الإلزامي في ألمانيا بعد انتهاء مرحلة رياض الأطفال الاختيارية، وتختلف قوانين التعليم المدرسي الإلزامي من ولاية ألمانية إلى أخرى، إلا أنه غالبا ما تبدأ هذه المرحلة عندما يبلغ الطفل عامه السادس وتنتهي عندما يكون في سن الثامن عشر.

يبدأ التعليم المدرسي في هذه الدولة بالمرحلة الابتدائية الأساسية والمعروفة بـ”Grundschule”، وغالبا ما تنتهي المرحلة الابتدائية في الصف الرابع، باستثناء بعض الولايات التي تنتهي فيها هذه المرحلة في الصف السادس مثل ولايتي برلين وبراندنبورغ. في الـ”Grundschule”.

يتعلم الأطفال قواعد القراءة والكتابة والحساب، علما أن هناك بعض المدارس التي تتيح إمكانية تعلم لغات أخرى بشكل مبكر مثل الإنجليزية أوالإسبانية أو الفرنسية، فضلا عن مادة أخرى تعرف بـ”Sachkunde”. في هذه المادة يتناول الأطفال قواعد أساسية تشمل معارف مختلفة، جغرافية وعلمية. والحري بالذكر أن المدارس الابتدائية في ألمانيا مجانية ويتم تمويلها من الضرائب.

التوجيه المدرسي وعلاقة الآباء بالمدرسة

يلعب التوجيه المدرسي دورا محوريا في حياة التلميذ، حيث تتوفر كل مدرسة على قسم خاص بالتوجيه يعمل على إعطاء دروس في طريقة اختيار المسالك التي تلبي رغباتهم. وكذا الشروط التي يجب توفرها للحصول على مقعد في إحدى الشعب كما يتم تنظيم أسابيع خاصة بمهن المستقبل ليتعرف التلاميذ على كل ما يرغبون في ممارسته عن طريق تنظيم زيارات لبعض ميادين العمل.

وتعمل المدرسة على ربط علاقة دائمة مع الآباء من خلال تنظيم أيام خاصة بهم، والتعرف على آرائهم والإصغاء لهم ولرغباتهم وانتقاداتهم، والتنسيق والاتفاق معهم على الأيام التي يتلقى فيها التلميذ الواجبات، وتعريف الآباء باليوم الذي يجب عليه فيه تقديمها لمدرسه. وغالبا ما تكون نهاية الأسبوع خالية من الواجبات المدرسية لخلق فجوة ومتنفس للتلميذ لممارسة هواياته مع آبائه.

مكانة الأساتذة بألمانيا ومراقبة الآباء لهم

في ألمانيا لا يتعرض المدرسون للتفتيش من طرف مبعوث من مندوبية الوزارة، بل من طرف الآباء عن طريق المراقبة الدائمة لمستوى أبنائهم، فإذا اتفق هؤلاء على تغيير مدرس ما لعدم كفاءته، فإن المؤسسة تحوله مباشرة إلى مهمة أخرى.

ويعتبر عدم حضور أحد الأبوين على الأقل لليوم المخصص للقائهم بالمدرسين بدون سبب؛ دليلا على عدم اهتمامهم بابنهم، الأمر الذي يمكن أن تستغله الجهات المختصة في أخذ الطفل من والديه وبعثه إلى إحدى مراكز تربية الأطفال المتخلى عنهم. آنذاك يكون الأب ملزما بدفع مصاريف ابنه للمؤسسة التي تكفلت به، وفي حال عدم قدرة الآباء على تسديد مصاريف ابنهم، فإن الدولة تتكفل به ويتم تسجيل تلك المصاريف على شكل ديون تسترجعها منهم بعد حصولهم على عمل.

وتولي الهيئة المسؤولة عن التعليم، من ناحة أخرى، اهتماما بالغا بالأساتذة، من حيث التعويضات المادية، والتكوين الذي يتلقونه، وعندما طالب القضاة والأطباء والمهندسون بالمساواة  مع الأساتذة، ردت عليهم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل : “كيف أساويكم بمن علّموكم”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى