الأخبارمجتمعمستجدات

كرونولوجيا فتيل احتجاجات ساكنة مدينة جرادة

الخط :
إستمع للمقال

جرادة وما باتت تعيشه اليوم من أحداث متعاقبة ينعتها المتابعون بالسوداء، لها من التاريخ ما ظل عالقا، ومن الواقع الاجتماعي ما عبرت عنه الساكنة في احتاجاجات ومسيرات سابقة لحادثة الساندريات التي قتلت قبل يومين شابين من المدينة فأججت الوضع بها.

المدينة التي كانت تستقطب الآلاف من العمال المغاربة من مختلف حواضر المملكة لأجل الاشتغال في مناجم الفحم التي كانت تفتح أبوابها قبل الإغلاق الرسمي خلال تسعينيات القرن الماضي، سرعان ما تحولت إلى مدينة مهجورة لا فرص شغل بها ولا منافذ منها تخول لأبناء المدينة ضمان العيش الكريم، وهو الأمر الذي أدى إلى غضب وتأزم حقيقي عاشته الساكنة ممن اختارو الاستقرار بهذه المدينة المجانبة للحدود الجزائرية، فاضطروا تعبيرا عن غضبهم إلى الاحتجاج في مناسبات مختلفة كان أبرزها ما حدث منذ صبيحة الجمعة الماضي.

لكن ما حدث الجمعة وما لحقته من احتجاجات استثنائية سبقته أحداث مختلفة جعلت أغلب سكان المدينة وشبابها ينخرطون في الاحتجاح، فقبل شهرين فقط اختار مرضى اختناق الرئة ‘السيليكوز” – وهم شيوخ وعجائز – الانطلاق في مسيرة نحو الرباط لأجل الاحتجاح أمام البرلمان من أجل إيجاد حل لواقعهم الصحي المزري، وذلك بعدما ظلوا لأشهر سابقة يخوضون احتجاجات متعددة بشوارع المدينة وأمام عمالتها دون استجابة لملفهم المطلبي، لكن كان لمسيرتهم نحو الرباط نهاية حين تم توقيفهم نواحي تاوريرت بعدما قطعوا أكثر من 120 كيلومترا على الأرجل، وعادوا أدراجهم لجرادة بعض وعود قطعها المسؤولون معهم.

ضبابية الوضع بجرادة لم تقتصر على مرضى السيليكوز، بل اشتد وضعها حينما انفجر سكان حي المسيرة بالمدينة غضبا جراء ما وقع قبل أشهر حينما فوجئوا بغلاء فواتير الكهرباء ليدخلوا عقبها في احتجاجات جديدة وفي تصعيد خاص بمدينة ينتج فيها الكهرباء ويوزع على مناطق مختلفة بالمغرب، حيث قرروا مقاطعة أداء المبالغ الواردة في الفواتير وهو ما اضطر إدارة المكتب الوطني للكهرباء بالمدينة إلى سحب العدادات ومزودات الطاقة للمنازل، ليشتد غضب الساكنة الذين خرجوا الأسبوع الماضي في احتجاجات مطالبين بإرجاع العدادات.

الأحداث والاحتجاجات تعاقبت فصادفتها واقعة الجمعة التي كانت سببا في استمرار الاحتجاجات بالمدينة والتي مازالت تعيش جرادة تفاصيلها اليوم بعدما تم إخراج جثتي الشهيدين من مستودع الأموات للانتقال بهما إلى المقبرة في موكب جنائزي.

أمام هذه الأحداث اختفى مسؤولو المدينة الذين ينتمي أغلبهم لحزب إلياس العماري الذي لم يخرج بأي تصريح أو توضيح للملأ يكشف خبايا كواليس تعاقب هذه الوقائع، في اللحظة التي تتوارد أنباء ترجح أن يزور وزير الداخلية المدينة صباح الغد الثلاثاء.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى