مازالت تبعات الصور والفيديوهات المفاجئة التي تلت عودة بعثة المنتخب الوطني المغربي لكرة القدم إلى أرض الوطن بعد الفوز والتأهل الكبير على حساب منتخب الكوديفوار ليلة السبت الماضي، تثير عدة تساؤلات وانتقادات واسعة وكشفت التسيب “وقلة الحياء” وإستهتار بحرمة المؤسسة الكروية للمنتخب الوطني من طرف العماري إلياس العائد “بلا نفس” لقيادة البام.
لقطات تجاوزت مدتها 10 ثوان في تقرير هو ملك لكل المغاربة وليس لإلياس وحده، وأثارت حفيظة الجميع وتساؤلاتهم المشوبة بشكوك كبيرة، أبرزها السبيل الذي به استطاع “ولد خديجة” اقتحام الطائرة الخاصة بالمنتخب الوطني والركوب بمقاعد درجتها الاولى، بدون وجه حق، وبعدها تقدمه للنزول من الطائرة مخترقا العلم الوطني بحقيبتين كبيرتي الحجم، تساءل الجميع عن حمولتها المشبوهة القادمة من ساحل العاج، خصوصا وأن العرف الأمني للطائرات يمنع حمل الحقائب الكبرى على المسافرين.
ولا تقف تساؤلات كل من اطلع على الفيديو عند هذا الحد، بل تقفز مباشرة إلى اللقطة الموالية التي يظهر فيها إلياس وهو متشبث بحقائبه المشبوهة تشبث الرضيع في مهده، في عملية عناق وتقبيل كبرى، لخدود ورأس إلياس من طرف والي جهة العاصمة الرباط، محمد مهيدية الذي يعتبر إلياس “ولي نعمته الأول” بحسب ما يعرفه المقربون منه، بأسلوب وضع مهيدية وهو ينحني ليقبل رأس “إلياس القصير القامة والهامة، في موقف إساءة لمؤسسة الوالي التي ينتمي لها، وفي مغرب العهد الجديد الذي قرر التخفيف من تقبيل يد الملك حد الغائها، وليس الرأس يا ممثل صاحب الجلالة بجهة عاصمة المملكة.
هي المناسبة إذن لنوضح نحن في “برلمان.كوم” للوالي مهيدية ومن سار على دربه من الأتباع المقدسين والمهللين حد العبادة لشخص إلياس العماري، أن “ولد خديجة” لا نفود ولا سلطة له ولا جاه ولاحضوة له، وأن ما يدعيه هو نصب وإحتيال وكذب، فالرجل لم يعد له معنى اليوم ولم يعد له وجود، خصوصا بعدما أصبح منبوذا في الفضاء السياسي، وهو ما يؤكده بحثه الحثين عن تقمص أي دور آخر بعيد عن السياسة، كما يفعل اليوم في الرياضة التي لا يربطه بها إلا البحث عن الافلات من مشنقة النهاية السياسية والمجتمعية.
إن المساءلة اليوم عن واقع اقتحام إلياس العماري لطائرة بعثة المنتخب الوطني لكرة القدم دون رقيب وحسيب بحقيبتين مشبوهتي الحمولة، وقبلها اقتحامه لفندق إقامة المنتخب في أبيدجان، في تحد لمعايير سلامة وجودة الجو القبلي المحيط باللاعبين، وانفراده ببعض لاعبي المنتخب المنحدرين من الريف والتحدث لهم بالريفية بمنطق قبلي محض، كل هذا لا يساءل إلياس وحده وكل مسؤول عن القطاع، بل يصل حتى إلى رئيس الجامعة الملكية لكرة القدم فوزي لقجع، وضرورة محاسبته على كل هذا العبث بمصلحة منتخب يتنظره وينتظر نتائجه المشرفة شعب من 36 مليون مواطن، وليس مواطنا واحدا ساقطا من السماء، وأيضا هي فرصة لمساءلة لقجع عن كيف يمكن لرابطة “المصاحبة” بينه وبين إلياس أن تسمح له بكل هذا العبث بسلامة وراحة طاقم المنتخب، في تحد صارخ لكل الاعراف الرياضية.
ولا بأس أيضا أن ننبه المتابع إلى ان مسؤولية القجع في هذا ليست وحدها بل هناك مسؤولية أكبر لشركة الخطوط الملكية المغربية، صاحبة الإعلان الشهير بعيد تأهل المنتخب، الذي كتبت فيه “نحن لا ننقل المسافرين فقط واكننا نرافق الأسود إلى روسيا أيضا” والذي اعتبر ردا قويا على التصريحات المسيئة لوزير الخارجية الجزائري مساهل، حيث يبدو بأن لارام كانت مطالبة بإضافة عبارة أخرى في ذلك الإعلان مضمونها “وننقل إلياس العماري أيضا!” وحتى حقائبه التي لا يعلم الا الله ما الذي يوجد بداخلها.
نعم هذا تساؤل مشروع لشركة كبيرة من حجم لارام، التي سمحت بهذا الاستهتار بأمن وراحة المنتخب وطاقمه والاندهى من هذا بصورتها وطنيا ودوليا، والذي واجهته بتبرير لا يستقيم البت، حينما تهربت في كون الطائرة تم كراؤها لجامعة كرة القدم، وأن مسؤوليتها توقفت هناك عن كل ما ينقل فيها، وكـأننا امام كراء سيارة غازوال من النوع الخفيف، وهو ما دفع البعض بالتساؤل عن ثمن الكراء وهل هذا الكراء الذي تحدثت الشركة متاح ومن الغد لكل مواطن في المغرب وبهذه المميزات المغرية لكل طامع في نقل أي شيء اتجاه المغرب..! فهل بعد هذا العبث من عبث أكبر يا عباد الله وعباد ” ولد خدوج”؟!