الأخبارسياسةمستجدات

قطع المغرب لعلاقاته مع إيران.. الخصائص التاريخية وآفاق العلاقة

الخط :
إستمع للمقال

قرر المغرب، يوم الثلاثاء فاتح ماي الجاري قطع علاقاته الدبلوماسية مع إيران بسبب اتهامات بدعم طهران لجبهة “البوليساريو”.

وقال ناصر بوريطة، وزير الخارجية والتعاون، إن “إيران وحليفتها اللبنانية، جماعة حزب الله الشيعية، تدعمان البوليساريو بتدريب وتسليح مقاتليها عن طريق السفارة الإيرانية في الجزائر”.

توثر علاقات الرباط وطهرن ليس وليد اللحظة، بل يعود لسنة 1979 بعد الثورة التي أسقطت نظام الشاه، وتمت القطيعة الرسمية بين البلدين عام 1980، حين أعلن المغرب عن قطع علاقاته مع الجمهورية الإسلامية؛ بسبب اعترافها بما يسمى جبهة البوليساريو، ومسها لأحد ركائز الوحدة الترابية المغربية.

القضايا السياسية التي اختلف حولها البلدان أضيفت لها اعتبارات دينية، وهو الأمر الذي زاد من توسيع الهوة بين نظامي البلدين، وجعل هذا التوثر يتسم بالعديد من الخصائص منذ ولادته.

المغرب ودعم إيران منذ الثورة الإسلامية

عبد الفتاح الفاتحي، الخبير في العلاقات المغربية الإيرانية أبرز أن المغرب حرص دوما على إقامة علاقات ودية وأخوية مع كل الدول، متتبعا في ذلك القواعد والأعراف الدبلوماسية. “وحاول على طول تاريخ علاقاته الدبلوماسية إيجاد روابط معقولة للعمل الدبلوماسي مع دولة إيران قبل وبعد الثورة الإسلامية في إيران”.

وأبرز الفاتحي لـ”لبرلمان.كوم” أن المغرب ظل وفيا للمصالح الاستراتيجية لإيران؛ ودعم حقها في استعمال الطاقة النووية في الأغراض السلمية. فيما ظلت مواقف إيران بخصوص قضية الصحراء غاية في الغموض.

ورغم ذلك، حافظ المغرب على علاقاته الدبلوماسية النشيطة مع إيران بتبادل زيارات وزراء خارجية البلدين ومن خلال الأنشطة التجارية والثقافية. وفق تعبير المتحدث.

التشيع سبب رئيس في قطع العلاقات سنة 2009

وتخلت إيران عن الأعراف الداخلية للمغرب سنة 2009 حينما هاجمت المملكة بكلمات غير مقبولة عقب تضامن المغرب مع الوحدة الترابية للبحرين. يقول الفاتحي مضيفا “وبعد تدخلها في المناهج التعليمية لتعليم الأطفال المغاربة مبادئ التشيع عبر المدارس العراقية بالرباط، اضطر المغرب إلى قطع علاقاته الدبلوماسية معها”.

وحيث يسعى المغرب إلى الحفاظ على قنوات التواصل بين دول العالم الإسلامي، أعاد حوارا مع إيران وتم في 2014 تطبيع العلاقات بين البلدين من جديد. وتم هذا وفق الفاتحي، في وقت تفاقمت فيه الأزمة الدبلوماسية بين إيران والدول الخليجية. بعدما أكد المغرب عليها عدم التدخل في شؤونه الداخلية واحترام عقيدته الدينية.

التاريخ يعيد نفسه سنة 2018

وأبت إيران، يقول الأستاذ في العلاقات الدولية، إلا أن تجعل التاريخ يعيد نفسه بتدخلاتها المستمرة في القضايا الحساسة للمملكة المغربية، كقضية الصحراء وأمنه القومي، وذلك عبر سفارتها في الجزائر.

ودلت الوقائع المثبتة بأن إيران تخوض تنسيقا سريا من الجزائر بين حزب الله وجبهة البوليساريو لتدريب قيادات عسكرية على تنفيذ مخططات إجرامية في الجنوب المغربي، حيث جمعت المملكة المغربية ملفا متكاملا عن تفاصيل هذا المخطط.

ولم تستطع إيران الرد على ما وضع أمامها من أدلة، “ولاسيما فيما يتعلق بإشراف كوادر من حزب الله على تدريب ميلشيات البوليساريو على حرب العصابات وبناء الخنادق ونقل خبرات تصنيع صواريخ أرض جو لاستهداف الطائرات المغربية، بل وتزويدهم بهذا النوع من صواريخ أرض جو”.

ويجمع العديد من الخبراء على أن العلاقات الإيرانية المغربية، محدودة الآفاق، والتوتر مرشح إلى أن يبلغ مداه، ما لم تراجع إيران سياستها تجاه المملكة المغربية، وخصوصا فيما يتعلق بالتدخل في القضايا الحساسة التي تمس الأمن القومي للمملكة، التي على رأسها الدين، وقضية الصحراء المغربية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى