قصة “ساندرز” صاحب إمبراطورية دجاج “كانتاكي” اللذيذة
عديدة هي الشخصيات التي بصمت على مسار متميز في حياتها المهنية والخاصة، ونجحت في تقديم أعمال رائدة أو تحقيق إنجازات مهمة، نقلتها إلى عالم الشهرة وأدخلتها في قلوب الناس جيلا بعد جيل.
عبر هذه السلسلة الرمضانية، “شخصيات صنعت التاريخ” يغوص “برلمان.كوم” بقرائه في عوالم شخصيات دونت اسمها في قائمة شخصيات العالم، وسنتوقف في حلقة اليوم عند شخصية “هارلاند ساندرز” الطباخ الأمريكي صاحب وجبة كنتاكي التي كسبت حب ملايين الناس عبر العالم.
من هو كولونيل ساندرز
ولد “هارلاند ساندرز” في التاسع من شتنبر من عام 1890، ونشأ في مزرعة بولاية “إنديانا” الأمريكية في أسرة فقيرة، وعندما بلغ السادسة من عمره توفي والده وتكلف بالاعتناء بإخوته بعد خروج والدته للعمل.
بعد زواج والدته، أرسل “ساندرز” للعيش في مزرعة أخرى وأدرك حينها ضرورة العمل بدلا من الذهاب إلى المدرسة ليترك الدراسة وهو في سن الثانية عشرة.
عمل “ساندرز” في السنوات الأولى من حياته في وظائف قاسية مثل صيانة محركات القطارات البخارية وبيع الإطارات وصناعة أنظمة الإضاءة وتشغيل الزوارق البحرية كما التحق بالجيش الأمريكي أثناء عملياته في كوبا.
النجاح وسر الوصفة السرية
تمكن ساندرز من شراء محل تجاري بمحطة بنزين في ولاية “كنتاكي” في عام 1930، وبدأ في تقديم وجبات للمسافرين، واشتهرت المحطة بطعام “ساندرز” ليحول محله إلى مطعم فاخر.
بعدها في عام 1939، بدأ بتقديم وجبات الدجاج المقلي بوصفة سرية تضم 11 نوعا من الأعشاب والتوابل، ازدادت الطلبات على وجباته وحصل على شهرة واسعة لمطعمه.
علامة تجارية عالمية
تمكن “ساندرز” عام 1963 من عقد اتفاقات مع أكثر من 600 مطعم في أمريكا وكندا لبيع الدجاج بطريقته حتى عرض عليه شراء حق إنتاج وطهي الدجاج بالوصفة السرية. وبعد تردد، وافق “ساندرز” على بيع حقوق طهي الدجاج بالوصفة السرية مقابل مليوني دولار في عام 1965 وكان يبلغ من العمر وقتها 75 عاما.
ونصت بنود الاتفاق الموقع بين الطرفين، أنه سيكون لشركة “كنتاكي فرايد تشيكن KFC” تأسيس مطاعم حول العالم وتقديم الدجاج بوصفة “ساندرز” السرية.
يحصل “ساندرز” بموجب الصفقة على 40 ألف دولار كراتب شهري طوال حياته إلى 75 ألف دولار ومقعد في مجلس الإدارة وحصة الأغلبية في المطاعم بكندا، بالإضافة إلى اعتباره سفيرا للعلامة التجارية عالميا.
لم يكن “ساندرز” سعيدا بذلك، ولكنه أراد نمو نشاطه الذي أسسه على مستوى العالم، فلم يكن طموحه وهو في الخامسة والسبعين الثراء، ولكن مجرد نجاح معنوي بنمو العلامة التجارية في مختلف الدول.
وفاة ساندرز
ظل “ساندرز” طيلة حياته يجري حوارات تلفزيونية وإعلانات تجارية ويجري زيارات لمطاعم “كنتاكي” في مواقع مختلفة في العالم حتى وفاته عام 1980، بعد إصابته بسرطان الدم، دُفن بعدها ببذلته البيضاء المميزة وربطة عنقه السوداء في مقبرة” كاف هيل” بولاية كنتاكي.