الأخبارسياسةغير مصنفمستجدات

قراءة في ما وراء الاعتراف الإسرائيلي بمغربية الصحراء

الخط :
إستمع للمقال

مبدئيا يعتبر الاعتراف الاسرائيلي بمغربية الصحراء قرارا سياديا يندرج في إطار الدينامية المتطورة والإيجابية التي تعرفها العلاقات بين المغرب وإسرائيل، بفضل الرؤية المتبصـرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصـره الله وأيده، الداعمة للسلام العالمي والمعززة لتطلعات العيش المشترك بين مختلف الشعوب والدول.

وفي هذا السياق، يجب النظر إلى قرار الاعتراف الاسرائيلي بسيادة المغرب على صحرائه بمعزل عن قرار إعادة استئناف العلاقات بين البلدين في 22 دجنبر2020، بالنظر إلى أن هذا الاعتراف الجديد هو تتويج لمسار سياسي ثنائي مستقل عن الاتفاق الثلاثي، بين المغرب وأمريكا وإسرائيل. فهو نتيجة طبيعية لتطور العلاقات الثنائية بين البلدين في مختلف الميادين السياسية والاقتصادية والثقافية والسياحية.

كما أن هذا الاعتراف الاسرائيلي ينسجم ويتجاوب مع خطاب جلالة الملك بمناسبة الذكرى 69 لثورة الملك والشعب، والذي أكد فيه جلالته على أن “ملف الصحراء هو النظارة التي ينظر بها المغرب إلى العالم وهو المعيار الواضح والبسيط، الذي يقيس به صدق الصداقات ونجاعة الشراكات”.

ولئن كان هذا الاعتراف يتضمن ثلاث نقط رئيسية، وهي الإقرار بمغربية الصحراء، وتبليغ إسرائيل لجميع الدول والمنظمات بقرارها القاضي بالاعتراف بسيادة المغرب على صحرائه، فضلا عن العزم المستقبلي لفتح قنصلية إسرائيلية في مدينة الداخلة، فإن هذا الاعتراف يختزل كذلك العديد من الأبعاد الإيجابية والمؤشرات الدالة، والتي ستكون لها تداعيات مهمة على القضية الوطنية الأولى عند المغاربة.

فمن شأن هذا الاعتراف أن يفتح آفاقا واعدة ومشجعة لجذب استثمارات إسرائيلية مهمة من أجل المساهمة في تطوير وتنمية الأقاليم الجنوبية للمملكة، كما أنه سيعزز القناعة المتزايدة لدى المجتمع الدولي بعدالة قضية الوحدة الترابية للمغرب وبوجاهة مبادرة الحكم الذاتي كأساس لحل واقعي وجاد وذي مصداقية، وذلك على غرار ما قامت به العديد من الدول الأخرى كالولايات المتحدة الأمريكية و15 دولة أوربية (من بينها ألمانيا وإسبانيا وهولندا وسويسرا والنمسا…).

وفي المقابل، وجب التذكير بأن الاعتراف الاسرائيلي بمغربية الصحراء سوف لن يؤثر بأي شكل من الأشكال على الموقف المغربي الثابت والداعم للقضية الفلسطينية ولحقوق الشعب الفلسطيني المشـروعة، وفي مقدمتها حقه في إقامة دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة وعاصمتها القدس الشـرقية على حدود 4 يونيو 1967، تعيش جنبا إلى جنب مع دولة إسرائيل، في سلم وأمان، وفق القرارات الدولية ذات الصلة ومبادرة السلام العربية.

فالمغرب، بقيادة جلالة الملك محمد السادس نصـره الله، رئيس لجنة القدس، شدد في أكثر من مناسبة على أن جلالته الكريمة سيواصل كما كان دائما، دوره الفاعل لخدمة السلام والاستقرار في منطقة الشـرق الأوسط، بما يفتح آفاقاً جديدة للمنطقة برمتها. وهذا هو الهدف المنشود الذي تشتغل عليه المملكة المغربية كدولة متطلعة وملتزمة بالسلام والاستقرار والعيش المشترك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى