في خضم حملات الإعلام الفرنسي.. مجلة فرنسية تشيد بتدبير المغرب لكارثة الزلزال: “شجرة المغرب تنحني لكنها لا تنكسر”
في الوقت الذي اصطفت فيه معظم وسائل الإعلام الفرنسية لانتقاد المغرب وشن هجوم إعلامي عليه بعد فاجعة زلزال الحوز؛ اتخذت مجلة “لوبوان” الفرنسية رأيا آخرا وأبرزت، أن المغرب “اختار التطلع إلى المستقبل وبناء صموده”، بعد أقل من أسبوعين فقط من الزلزال.
وقدمت “لوبوان”، في مقال نشرته أمس الثلاثاء، قراءة مفصلة لمختلف التدابير والخطوات التي اتخذتها المملكة المغربية، منذ الساعات الأولى للزلزال، لمواجهة تداعياته وإنقاذ المتضررين منه ودعمهم، فخلصت إلى أن “العديد من القرارات والمبادرات تؤكد أنه رغم عاصفة هذا الزلزال، فإن شجرة المغرب تنحني لكنها لا تنكسر”.
وفي تلك القراءة؛ أشارت المجلة إلى قرار الإبقاء على عقد الاجتماعات السنوية 2023 لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي في مراكش، مؤكدة أن “المملكة تلتزم بأجندتها الدولية على الرغم من الزلزال”، ومبرزة أن قرار الإبقاء على عقد هذه الاجتماعات السنوية يعكس الثقة التي تتمتع بها المملكة لدى المؤسسات الدولية متعددة الأطراف.
كما ستجعل هذه الاجتماعات السنوية، حسب “لوبوان”، المغرب “ملتقى” وفقا لصندوق النقد الدولي، من أجل مناقشة القضايا العالمية “في وقت يعتبر فيه التعاون أكثر أهمية من أي وقت مضى”، مع التركيز على التحديات والفرص، خاصة في إفريقيا والشرق الأوسط.
هذا، وأشار المقال إلى أن مكافحة آثار التغير المناخي، والتي تعد أولوية بالنسبة للمملكة التي حددت أهدافا “طموحة” في مجال الانتقال الطاقي، كانت محل قرض بقيمة 1,3 مليار دولار منحه صندوق النقد الدولي للمغرب، بهدف تعزيز صمود المغرب أمام مخاطر التغير المناخي.
وشددت المجلة على أنه نظرا لطابع عملية إعادة التوطين التي تعتبر “ذات أولوية قصوى”، بدأت السلطات المغربية بالفعل عملية تسجيل السكان المتضررين من الزلزال، مؤكدة أن الملك محمد السادس طلب أن يتم تسجيل الأطفال اليتامى، الذين فقدوا أسرهم، ومنحهم صفة “مكفولي الأمة”، بينما تعمل البلاد أيضا على حماية الأطفال من جميع المخاطر وأشكال الهشاشة التي قد يتعرضون لها.
ومن جهة أخرى؛ سلطت المجلة الضوء أيضا على الخطة الاستعجالية التي أطلقها الملك محمد السادس لـ “إعادة” إسكان المتضررين ورعاية الفئات الأكثر تأثرا بالزلزال، والتي تشمل حوالي 50 ألف وحدة سكنية انهارت جزئيا أو كليا، موضحا أنه “في هذه الفترة الصعبة التي يمر بها السكان المحليون، يتحد البلد لدعم الأسر المتضررة”.
وتوضيحا لهذه الخطة؛ أبرزت المجلة أنه سيتم في مرحلة أولى، إنشاء فضاءات إقامة مناسبة في هياكل تتحمل البرد والظروف الجوية السيئة، إضافة إلى مواقع استقبال مجهزة بجميع وسائل الراحة اللازمة، موردة أنه سيتم تنفيذ كل ذلك في أقرب وقت ممكن بهدف عدم ترك أحد من المتضررين بدون مأوى، كما سيتم منح مساعدة طارئة بقيمة 30 ألف درهم من قبل الدولة المغربية للأسر المتضررة من جراء الكارثة، لتبدأ بعد ذلك عملية إعادة البناء في المناطق المتضررة.
وأما المرحلة الثانية للبرنامج الخطة الضخمة؛ فتشمل إجراءات فورية لإعادة البناء، ستبدأ بعد عمليات التقييم والأعمال التحضيرية وتجهيز الأراضي التي تنضاف إلى مساعدة مالية مباشرة بقيمة 140 ألف درهم ستمنح لأصحاب الوحدات السكنية التي انهارت بالكامل، بينما ستحصل الوحدات السكنية التي تضررت جزئيا على 80 ألف درهم، حسب “لوبوان”.
وأشار المصدر إلى أنه يجب أن تلتزم البناءات الجديدة بمواصفات محددة، بما في ذلك التراث المعماري الفريد للمنطقة، مسجلا أن التحدي الرئيسي الآخر يتمثل في تمويل هذه العملية الكبرى، والتي ستستخدم في جزء منها الموارد الحكومية والهيئات العامة، إلى جانب مساهمات محتملة من القطاع الخاص والهيئات الجمعوية، والبلدان الشقيقة والصديقة للمغرب التي ترغب في المساهمة.