عمدت مجموعة من الفعاليات المدنية والإعلاميين والفنانين المحليين بعاصمة سوس، إلى إطلاق ما أسموه “المبادرة المدنية لإنقاذ أكادير”، وذلك بغرض لفت الانتباه “لما تعانيه مدينة الانبعاث عاصمة سوس أكادير من إقصاء وتهميش ممنهج”، مطالبين من خلال أساليب “النضال السلمي والترافع لدى مختلف المعنيين و بشتى الوسائل”، بإيقاف “الحصار الاقتصادي والاجتماعي المفروض على هذه المدينة”.
وجاء في أرضية المبادرة التي نشرت على الصفحة الرسمية لها وحملت عنوان “أكادير 57سنة بعد الزلزال”، في إشارة إلى الزلزال التاريخي الذي دمر أكادير منتصف القرن الماضي (29 فبراير 1960) وانطلقت بعده عملية إعادة بناء المدينة، أن “مدينة أكادير على وجه الخصوص وجهة سوس ماسة على العموم، تعيش حالة عزلة وركـود واحتقان اقتصادي واجتماعي ومؤسساتي يرخي بضلاله على السلم الاجتماعي بالمنطقة وما إلغاء المشاريع وترحيلها من المدينة سوى النقطة التي أفاضت الكأس (..) وهو ما خلق حالة من الشك و عدم الاطمئنان لدى المستثمرين بمختلف القطاعات الحيوية”.
وتوضح المبادرة في سرد أسباب ولادتها أنه “وتفاعلا مع نداءات وانتظارات مواطني أكادير، تعول المبادرة المدنية على الحراك المدني السلمي المؤطر، ليشكل مدخلا أساسيا للحد مـن تلك الآثار السلبية وإصلاح الأعطاب (..) والقطع مع نهج إداري وسياسوي قوامه البهرجة والزيف والتضليل”، خصوصا وأن منطقة أكادير “تتوفر على مؤهلات بشرية و اقتصادية واجتماعيـة وثقافية (..) من بينها المعدل الوطني بخصوص الناتج الداخلي الإجمالي والذي وصل عام 2013، لـ 13,6%، مبوئا المدينة الرتبة الثانية وطنيا، بعد جهة دكالة عبدة بـ 18,8%” بحسب نص الأرضية.
ورأت المبادرة أن الحل لمشاكل المدينة يكمن في “فرض حكامة وعدالة مجاليـة وتوزيع عادل للثروة، وذلك وفق تصور شمولي يعتبر خصائص المجتمع المحلي والجهوي وحاجاته وإمكاناته وإكراهاته الموضوعية, ويعتمد مقاربة تشاركية وآليات تدبير وأجرأة محددة في الزمان والمكان”.
وحول ما إذا كانت هذه المبادرة تمثل توجها سياسيا معينا أو أنها انعكاس في إطار مدني للتيار المعارض داخل مجلس المدينة، قال رفيق رباح مؤسس المبادرة في تصريحات لـ”برلمان.كوم” أن “فكرة المبادرة انطلقت من خلال موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك بالنظر إلى حالة الإحباط التي تخيم على جل أبناء المدينة، قبل أن تجد صداها على أرض الواقع بتظافر جهود عدد من الفاعلين المدنيين حيث كان الشرط الثابت للانخراط في المبادرة هو تنحية أي انتماء سياسي لأعضائها وجعل المجهود فقط لأجل هموم عاصمة سوس”.
ويوضح رباح أن “المبادرة جاءت كآخر أشكال النضال ضد مسؤولي المدينة بعدما فشل التواصل معهم من خلال إطارات جمعوية للوصول لتسوية للمشاكل التي تعاني منها المدينة”، مشيرا إلى أن” التنظيم الجيد، ونبذ أفكار الزعامة والانتصار للتوجهات السياسوية الضيقة داخل المبادرة، هو الوقود الذي يمكنه أن يضمن نجاح هذه المبادرة من أجل مستقبل أفضل للمدينة”.