الأخبارمجتمعمستجدات

فقهاء يتهمون المغاربة بالتسبب في الزلزال والجفاف ويدعونهم إلى توبة عامة

الخط :
إستمع للمقال

استغل عدد من فقهاء الظلام الزلزال الذي عرفته منطقة الريف وحالة الجفاف التي تعاني منها البلاد لنفث سموم بيدائهم والترويج ل”الجهل المقدس”، حسب تعبير المفكر الكبير محمد أركون.

في هذا الإطار توجه الفقيه السلفي الحسن الكتاني، الذي كان معتقلا في ملف الإرهاب، بالدعوة إلى المغاربة للتوبة إلى الله والاتعاظ بالزلزال والجفاف من خلال صفحته في الفيسبوك، حيث كتب ” يا أهل المغرب اتقوا غضب الله. جفاف وزلزال فماذا تنتظرون؟ أما من توبة نصوح ورجوع إلى الله قبل أن يحدث ما هو أشد من ذلك”.

ويكمن وراء هذا النداء كما هو واضح تشفي في المواطن الذي أرعبه الزلزال أو من يعاني من الجفاف ويتخوف من تداعياته ويحمله مسؤولية الظاهرتين الطبيعيتين. فالنداء ينطوي على دعوة إلى تجميد العقل واستبعاد العلم والتفسير العلمي للظواهر الطبيعية من أجل زرع الرهبة والخوف اللذين يقودان، وهنا تكمن مفارقة “الجهل المقدس”، إلى نبذ الحياة وكراهية الناس والإرهاب الأعمى الذي يتخيل أصحابه أنه الطريق إلى الفناء والانبعاث السريع لنكاح الحوريات.

وفي مسجد حمزة بسلا ذهب الشيخ يحيى، أحد فقهاء الجهل، الذي مكنته وزارة الأوقاف من المنبر وإلقاء خطبة الجمعة، إلى أبعد من ذلك وحمل الريفيين، الذين زعم أنه ينحدر منهم رغم أن اسمه يحيل على قصر وداغير بفكيك وليس الريف، مسؤولية الزلزال الذي ضرب منطقتهم، حيث اتهمهم صراحة بالغرق في المجون والمخدرات والمسكرات والموبقات فسلط الله عليهم الزلزال ليخيفهم.

وأضاف بأن الله استجاب لصلاة الاستسقاء بالزلزال، لأن صلاة الاستسقاء تمت خارج الشروط الشرعية. ودعا هو أيضا المغاربة إلى توبة عامة. وقد صورت الكتائب الإسلامية الخطبة وبثت على اليوتوب. هكذا يشمت خطيب جمعة في منطقة وبلد . وبدل التضامن مع معاناة الناس، فإنه ينصب نفسه ناطقا باسم الله والإسلام ويوزع الاتهامات جزافا، ولو أتيحت الفرصة لمثل هذا الجاهل لانتقل إلى هدر دم الناس والحكم بقطع الرؤوس.

وما زال الشيخ الصرصار والفقيهة مايصة لم يدلوا بعد بدلوهما في الموضوع، غير أن عددا من الإسلاميين تفاعلوا مع الحسن الكتاني على الخصوص وروجوا لآراء مشابهة لرأيه في مواقع التواصل الاجتماعي.

إن السموم التي نفثها الكتاني ويحيى تنطوي على تكفير صريح للمغاربة وتتضمن دعوة إلى التوبة الجماعية والعودة إلى الله، وهذا ما يجعلهما يصرفان خطابا داعشيا لا يختلف في شيء عن خطاب البغدادي وباقي الدواعش، وهو ما يجعل مثل الفقيهين حلفاء للإرهابيين.

ويبدو أن وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية مطالبة بالمزيد من الجهد ليس لمنع الخروج عن النص بل لتطهير مساج المغرب من أصحاب الفكر الداعشي الذين يتلقون أجورا عن إساءتهم للمغاربة ولتدينهم.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. أكبر بلاء ابتلينا به هو هؤلاء شيوخ الظلام والجهل.يجب محاكمتهم بتهمة التحريض على الإرهاب.لأن من يتهم المجتمع بالبعد عن الدين يقدم ذريعة للإرهابيين الدواعش كي يقوموا بأعمال إجرامية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى