فتور وسط الناخبين الأمريكيين بسبب غياب بديل لترامب وبايدن خلال الانتخابات الرئاسية
تعرف الانتخابات الرئاسية الأمريكية، حالة فتور وسط الناخبين الأميركيين، نظرا لنوعية المتنافسين التي لا تتيح أمامهم خيارات بديلة عن الرئيسين الأميركي السابق دونالد ترامب، والحالي جو بايدن.
وأظهرت استطلاعات رأي أُجريت خلال الأشهر الأخيرة، حالة من عدم الرضا وسط الناخبين الأمريكيين تجاه بايدن وترامب، خاصة بعد انسحاب نيكي هيلي، السفيرة الأمريكية السابقة لدى الأمم المتحدة، من سباق الانتخابات في مارس، وفق ما أكدته المحللة السياسية جوان جريف.
كما تشير استطلاعات الرأي نشرها موقع “FiveThirtyEight” يومي 8 و10 مارس إلى أن تأييد بايدن يبلغ 38.1%، في حين يستقر تأييد ترامب عند 42.6%، ما يعني أن أيا من الرجلين لا يحظى بتأييد الأغلبية الأمريكية.
وفي استطلاع آخر أجرته مؤسسة “يوجوف” وجامعة ماساتشوستس شهر يناير الماضي، يعتقد 45% من الأمريكيين أن إعادة مباراة بين بايدن وترامب ستكون سيئة للبلاد، حيث لا يحظى أي من المرشحين بتأييد الأغلبية.
بخصوص ترامب، تتعدد نقاط الخلاف حوله بسبب الاتهامات الموجهة إليه بتحريض مؤيديه على هجوم الكابيتول وجهوده لإلغاء نتائج الانتخابات، فضلا عن مواجهته تهما جنائية واتهامات أخرى، كما يعتبر مصدر قلق بالنسبة للديمقراطيين على استقرار الحكومة الأمريكية.
أما فيما يتعلق بالرئيس الحالي بايدن، فإن النقاط الخلافية تتعلق بدعمه لضغوط النقابات وقيادته لتحالف دولي لدعم أوكرانيا، مما أثر سلبا على الاقتصاد الأمريكي والعالمي، بالإضافة إلى الحفاظ على دعمه القوي لإسرائيل في ظل التوترات.
وفي ظل حالة انعدام الثقة، يعتبر الباحث دان ريني أن الناخبين يشعرون بالاستياء والخيبة، وقد يؤثر هذا على المشهد الانتخابي إذا لم تتمكن إدارة بايدن من إقناع المواطنين بتحسين الأوضاع الاقتصادية والسياسية خلال الأشهر القادمة.
وتشير التحليلات إلى وجود حالة تخبط داخل البيت الأبيض بسبب التحديات الداخلية والخارجية، مع تصاعد الضغوط التضخمية والأوضاع الاقتصادية المتراجعة بسبب جائحة “كوفيد-19”.
وفيما يتعلق بالحملات الانتخابية، فقد أكمل ترامب سيطرته على اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري، مما يفسر حالة الاستقطاب داخل المجتمع الأمريكي.
في هذا الإطار يشير عضو الحزب الديمقراطي، مهدي عفيفي، إلى وجود حالة تخبط وسط إدارة بايدن بسبب سياساتها في أوكرانيا وغزة، ويؤكد أن عدم قدرتها على إقناع المواطنين بتحسين الوضع الاقتصادي والسياسي قد ينعكس سلبا عليها في الانتخابات المقبلة.
ورغم التقدم الذي أحرزته إدارة بايدن في مواجهة التحديات الاقتصادية المعقدة، إلا أنه يظل هناك تحفظ كبير من قبل الناخبين بسبب انعدام الثقة في التوجهات الحالية، حيث يتناول بايدن هذه المخاوف ويشدد على أن تقدمه في العمر لا يعتبر عائقا، مشيرا إلى إنجازاته في تقديم إصلاحات اقتصادية وتعزيز الدعم للشعب الأمريكي.
هذا وتشير التوقعات إلى أن حالة الفتور وانعدام الثقة قد تلعب دورا حاسما في نتائج الانتخابات الرئاسية المقبلة، المقرر إجراؤها شهر نونبر من السنة الجارية.