ملف الأسبوع: فاس.. معاناة مهاجرين أفارقة بـ”مخيم السكك الحديدية”
محمد أتديالو، شاب يبلغ من العمر 23 سنة، ينحدر من جمهورية مالي، هاجر بلده منذ أكثر من عشر سنوات بحثا عن الفردوس الأوروبي. وصل إلى المغرب وهو ابن الثالثة عشر سنة، مباشرة بعد وفاة أمه وأبيه.
الوحدة والفقر والظروف الاقتصادية الصعبة التي مر منها أجبرته على مغادرة مقاعد الدراسة في سن مبكرة في السلك الإعدادي، وأجبرته كذلك على مغادرة بلاده أي مالي، كما جاء على لسان أتديالو.
وعن سبب اختياره المكوث بمدينة فاس قال أتديالو: “اخترت فاس لكونها مدينة آمنة وأناسها طيبون، هنا نأكل وننام جيدا، ونشعر بالحرية لأنه لا أحد يسيء إلينا”.
يعيش أتديالو رفقة المئات من المهاجرين الأفارقة في مخيم عشوائي قرب محطة القطار بفاس، فوق أرض تابعة لأملاك المكتب الوطني للسكك الحديدية، هي موضوع حكم قضائي يقضي بإخلاء المخيم إثر دعوى رفعها المكتب المذكور لكن وإلى حدود اليوم لم يتم إخلاء المخيم رغم تدخل وإنذار السلطات.
طاقم “برلمان.كوم” توجه إلى المخيم المذكور من أجل رصد أجواء ونقل الواقع من الداخل لكننا صدمنا بمنعنا من دخول وتصوير المخيم من طرف بعض مهاجرين أفارقة بدعوى أن تصوير المكان سيساهم في تأجيج الوضع وسيدفع السلطات إلى إخلاء مخيمهم.
غادرنا المكان وغير بعيد عن الباب الرئيسي للمخيم، قمنا خلسة بتسلق السور الفاصل بين محطة القطار والمخيم، وأخذنا صورا للمكان، وعايننا أن المخيم يفتقر لأبسط شروط العيش، فهو عبارة عن مجموعة من الخيام البلاستيكية العشوائية مصنوعة من بقايا البلاستيك والكارتون.
عدنا إلى أتديالو وسألناه هل يفكر في العيش والإقامة في المغرب من خلال تسوية أوراق الإقامة والاندماج في المغرب فأجابنا قائلا: “أنا لا أفكر في العيش في المغرب ولا أرغب في الحصول على أوراق الإقامة، فالمغرب بالنسبة لي هو محطة عبور وليس محطة استقبال”.
“لقد قمت بأكثر من عشرين محاولة اقتحام للحدود الفاصلة بين المغرب وسبتة ومليلية، وسأحاول مرة أخرى في آخر هذا شهر، وفي حالة ما إذا فشلت المحاولة سأعود إلى فاس لكنني سأكرر المحاولات إلى أن أنجح في العبور إلى الضفة الأخرى”، يضيف أتديالو.