اختار فؤاد عبد المومني أن يصدح “بالنهيق” ويطفح “بالنعيق” في يوم تأبين صديقه عبد العزيز النويضي إلى مثواه الأخير.
وكأن فؤاد عبد المومني لم يجد سوى “نهيق الحمير” لرثاء الفقيد في يوم مواراته الثرى بمنطقة واد الشراط، مستعيضا عن ترانيم الممات، وعبارات العزاء، بقهقهة الدواب وحوافر الحمير.
فشيخ “المناضلين” المتصابي، لم يجد ما ينشره في زمن الحداد، سوى “فك حمار” يراه هو ساخرا، ونراه نحن داميا مبكيا، لأن من يضحك على الناس، بسبب قلة اليد وسبغ الحياة وحلم مشروع في وظيفة، فهو مريض نفسيا تُحركه السادية والإمعان في إنكاء الجروح وإثخان الندوب.
إنها مثالب فؤاد عبد المومني التي تعلو ظهره مثل سنام الجمل! فالكل يراها وينفر منها باستثناء حاملها.
وبمفهوم المخالفة، فالرجل يعترف بأنه كان “بهيمة” عندما كان يشغل منصب مدير مؤسسة “أمانة”، يستجدي من عند المخزن “الخديما”، ويتصرّف في ملايين ريع “الكريما”.
ولما أفل ريع مؤسسة “أمانة” ونضبت ملايين المخزن، قال فؤاد عبد المومني ما قاله النبي إبراهيم الخليل: “إنني لا أحب الآفلين”، وانبرى يهاجم “البهيمة” التي كان يتجسمها في ماضيه، ويتوسمها في حاضره، ويستشرفها في مستقبله القريب.
ألا سحقا للنضال إذا كان على مقاس فؤاد عبد المومني، وبنفس مستواه في النهيق والنعيق.
لكن لا عجب في هذا المستوى المنحط الذي انزلق إليه فؤاد عبد المومني. أليس هو من احتفى بصورة مفبركة للمغاربة على جريدة أمريكية، مدعيا بكثير من الدناءة بأن المغاربة “يعرفون بسمات البؤس والجوع على وجوههم”؟
فمن يسخر من “سحنة” وملامح مناصر مغربي كان يُشجع المنتخب الوطني بكأس العالم بقطر، بدعوى عدم اصطفاف أسنانه الأمامية، لا تعوزه الوسيلة للنهيق والنعيق مستخدما فك حمار ونواجذه البيضاء.
وإذا كان نهيق الحمير ليس بغريب عن فؤاد عبد المومني، وله سوابق في السخرية من أسنان وأفواه المغاربة، فإن الشيء الغريب والمحير هو لماذا يهاجم هذا الأخير من يطلبون الوظيفة بمؤهلاتهم وفرصهم المتساوية في الترشح والتوظيف؟
فهل جميع الموظفين وحاملي الكريمات والمأوذنيات من قدماء المحاربين والعسكريين وغيرهم هم من “البهائم”؟
للأسف الشديد، ليس هناك من بهيمة أو دابة تهيم على وجهها في فايسبوك، سوى ذلك “المدون” الذي يسخر من المغاربة باستخدام فك حمار جامح بدون لجام.