الأخبارسياسةمستجدات

غزة.. تبعث الروح في “أديم” التيارات الإسلامية

الخط :
إستمع للمقال

تراهن التيارات الإسلامية بجميع فلولها وتنظيماتها ، سواء الحزبية أو غير الحزبية، على الأحداث المتصاعدة في قطاع غزة، للعودة إلى واجهة الأحداث السياسية والمجتمعية بالمغرب.

فبعدما لفظت صناديق الاقتراع الانتخابي حزب العدالة والتنمية في الثامن من شتنبر 2021، وتصدعت هياكله بفضل الانسحابات الصامتة والاستقالات المدوية، خرج مؤخرا عبد الإله بنكيران بالتزامن مع أحداث غزة، وبشكل متواتر، لترميم صورته وصورة حزبه التي عصفت بها تصريحاته الأخيرة “المخونة” لضحايا زلزال الحوز، والذين حملهم مسؤولية تحرك الأرض من تحت أرجلهم، في تفسير شعبوي للقاعدة الشرعية القائلة “الجزاء من جنس العمل”.

فما فقده حزب العدالة والتنمية في الانتخابات التشريعية والمحلية السابقة ، يحاول اليوم استرداده بالمراهنة على الخطاب العاطفي الموغل في تطويع الدين لخدمة المآرب السياسية. وللأسف، لم يرعوي هذا الحزب من اجترار لازمته القديمة التي كان يراهن فيها دائما على “هلامية ضغط الشارع” لابتزاز الدولة.

كما أن ما فشل فيه هذا الحزب، طيلة عقد من الزمن في الحكومة وفي مقاليد التدبير المحلي في كبريات الجهات والمجالس الترابية والمحلية، يحاول استدراكه حاليا بالخطاب الشعبوي المسرف في استغلال جثث وأشلاء الفلسطينيين.

وحال جماعة العدل والإحسان ليس ببعيد عن حزب عبد الإله بنكيران وامتداده الدعوي. فهذه الجماعة التي تنكرت للمغاربة في زمن الجائحة الصحية، وأخلفت موعدها في التضامن الشعبي خلال زلزال الحوز، ها هي تحاول اليوم استثمار تعاطف المغاربة المبدئي مع القضية الفلسطينية للظهور بمظهر “الجماعة المؤتمنة والمحفظ باسمها نصرة قضايا الشعب الفلسطيني بالمغرب”.

لكن من لا خير فيه لأهله لن يكون فيه الخير للفلسطينيين! فجماعة العدل والإحسان تحاول فقط أن تنفث الروح في “أديمها” المتحلل، فهي تعي جيدا بأن مشروعيتها تبددت بعدما خرج مرشدها العام يزدري المغاربة بسبب فيروس كوفيد، وبعدما تواترت فضائح شيوخها ومريديها الذين أضاعوا الدين في “فروج” النساء، ويحاولون اليوم اصطناع التوبة المزعومة على أجساد الفلسطينيين.

فمن يسمون ب”الإسلاميين”، يجتهدون حاليا في استغلال أحداث غزة، وتزايد التصعيد بين حماس وإسرائيل، للتأثير في قرارات الدولة، وكسب القواعد الشعبية المتعاطفة، وذلك عبر النزوع الممنهج للشارع، بدعوى الانتصار لفلسطين، والحقيقة أنهم لا ينتصرون إلا لمغانمهم السياسية والدعوية! ولقد كبر مقتا عند الله أن يقولوا ما لا يفعلون.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى