الأخبارسياسةمستجدات

عيد العرش.. ربع قرن من حكم الملك محمد السادس غيّر ملامح المملكة المغربية داخليا وخارجيا

الخط :
إستمع للمقال

مر رُبع قرن على تربع الملك محمد السادس على عرش المملكة المغربية، وهي فترة شهدت تحقيق إنجازات كبرى على مختلف الأصعدة، فقد تميزت سنوات حكمه بتحديث وتطوير البنية التحتية في البلاد، من خلال مشاريع طموحة في مجالات النقل والطاقة والتعليم والصحة.

كما عمل الملك محمد السادس منذ اعتلائه العرش على تعزيز الاقتصاد المغربي عبر استثمارات ضخمة في القطاعات الحيوية مثل السياحة والصناعة والزراعة، مما ساهم في تحسين مستويات المعيشة وتقليص معدلات البطالة.

فكر استراتيجي

إدريس قصوري، محلل سياسي، اعتبر أن الملك محمد السادس نجح في قيادة البلاد بفكر استراتيجي مبدع ومبتكر، وفكر استباقي ينشئ المبادرات الخلاقة لصالح جميع الشركاء، كما هو الشأن بالنسبة لمبادرة فتح الطريق الإفريقي للأفارقة على المحيط الأطلسي، ويواجه الصعوبات بأسلوب يجمع بين المرونة والحزم والتدرج، بالإضافة إلى إعمال الحكامة والمفهوم الجديد للسلطة، والتخليق ومحاربة الفساد وإعمال المحاسبة والانتقال على الجدية.

وأضاف قصوري في تصريح لموقع “برلمان.كوم”، أن المغرب نجح بفضل الفكر الاستراتيجي الملكي الشامل والاستباقي والطموح والمشروع، أن يكرس صوت إفريقيا في كل المنتديات الدولية، بالإضافة إلى تجربته الفاعلة الصاعدة والرائدة التي تعمل بتركيز، وتساهم بصدق، وتسير في الطريق الصحيحة، وفق المعايير الدولية وفي إطار الخصوصية المغربية.

وقال المحلل إن “الملك محمد السادس تسلم العرش بفكر إنهاء الصراعات، ومواجهة المشاكل بأولويات اجتماعية، وبضرورة تغيير أسلوب تدبير الحكم، فبدأ بالمفهوم الجديد للسلطة وبسياسة القرب واستكمال تحديث البنية السياسية للمغرب على مستوى القوانين والمؤسسات، والجهوية وحقوق الإنسان والتنمية الاجتماعية، التي كان رمزها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، مع بداية تخليق الحياة العامة، ومواجهة كل الظروف السياقية السلبية”.

وتابع ذات المتحدث أنه بهذا الأفق الاستراتيجي، عمل الملك محمد السادس على تغيير وجه المغرب داخليا، وأعطاه وضعا تفضيليا على المستوى الخارجي، خاصة في ظروف تحديات الإرهاب والهجرة، حيث أصبح المغرب رائد التجربة وذا مصداقية.

وقد استطاع المغرب بفضل رؤية الملك محمد السادس، وفي ظرف قياسي أن يخلق شراكات تعاون وتكامل مع الدول الافريقية التي تمنت الإرادة الملكية المغربية حتى أصبحت نموذجا ومطلبا لا غنى عنه للقيادات الإفريقية الجديدة.

وقد استثمر المغرب في ذلك كل مقوماته الجيوستراتيجية المادية والبشرية وتجربته في مختلف المجالات الاقتصادية والمالية والفلاحية والدينية، وقد عمل على النهوض بالمغرب، من بلد فلاحي إلى دولة صناعية صاعدة، تعتمد مقومات اقتصادية رائدة في الطاقة الريحية وصناعة السيارات والطائرات والهيدروجين، فضلا عن الدعامة التقليدية للفوسفاط وبدأ البحث عن الغاز.

وأشار إدريس قصوري إلى أن المغرب، وفر بنية تحتية لوجيستية، متنوعة ومتكاملة؛ من طرق حديثة وموانيء ومحطات قطار وشبكة نقل حديثة للقطار والترام، وبفضلها تغير وجه المغرب وجعله رائدا إفريقيا ومنافسا قويا لبعض الدول في مجالات كانت صعبة المنال.

حضور دولي وازن

وقال ذات المتحدث: “لقد نجح المغرب في الانفتاح على جميع المحاور السياسية والاقتصادية الدولية، من روسيا والصين، ومختلف الدول الغربية، وفي أمريكا اللاتينية، فضلا عن إفريقيا وعن الأصدقاء والحلفاء الأوروبيين وأمريكا، مع الحرص على تجديد العلاقات مع الجميع على أسس التعاون والإحترام والتشاور”، مشيرا إلى أن المغرب لعب أدوار مهمة في مواجهة جميع المشاكل الدولية من إرهاب وهجرة ومخدرات والإتجار بالبشر ومناخ وبيئة، حيث كان دولة مساهمة قوية حازت الإعتراف الدولي وعرفت بالمصداقية والتشبث بالمشروعية.

وقد عرف المغرب كيف يستثمر هذه الإنجازات، بإرادة قوية في الدفاع عن قضيته الوطنية الأولى، التي ضع لها مبادئ تدمج بين التعاون الاقتصادي وبين الإعتراف بسيادته على صحرائه، وبواقعية الحكم الذاتي حلا وحيدا لنزاع الصحراء المفتعل، وقد عبر عن مواقف شجاعة مع العديد من الدول لتوضيح مواقفها واختيار مواقعها والخروج من منطقة الغموض.

وخلص قصوري إلى أن المغرب في عهد الملك محمد السادس “نجح مع إسبانيا كما مع العديد من الدول الغربية وخاصة بعد الإعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، وهكذا سقطت الأقنعة عن المواقف المناوئة للمغرب واتسعت دائرة الاعترافات المتتالية بالمواقف المغربية بفضل دبلوماسية مغربية نشيطة فاعلة، أخنقت قلاع الخصوم وطوقتهم في نطاقهم حتى ضاق عليه الحزام من كل جهة وفي كل اتجاه”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى