الأخبارمجتمعمستجدات

عيد الاستقلال.. ذكرى لاستحضار 68 سنة من العمل المستمر لثلاث ملوك من أجل بناء مغرب متجدد

الخط :
إستمع للمقال

يحتفل الشعب المغربي، اليوم السبت 18 نونبر الجاري، بكل مشاعر الفخر والاعتزاز بالذكرى 68 لعيد الاستقلال، هذا الحدث التاريخي المجيد يجسد ملحمة انتصار إرادة العرش والشعب والتحامهما الوثيق دفاعا عن المقدسات الدينية والثوابت الوطنية، كما تعتبر هذه الذكرى المجيدة، مناسبة لاستحضار، وفي كل سنة، أحد المنعطفات التاريخية التي طبعت مسار المملكة ومن أغلى الذكريات الوطنية الراسخة في قلوب المغاربة لما تحمله من دلالات عميقة ودروس بليغة وبطولات عظيمة وتضحيات جسام وأمجاد تاريخية خالدة.

وتحل ذكرى عيد الاستقلال كلحظة تاريخية للتأمل والتدبر في مسلسل الكفاح الوطني من أجل الحرية والاستقلال وتحقيق الوحدة الترابية، واستحضار التضحية الكبيرة للراحل المغفور له، السلطان محمد بن يوسف، والتلاحم النموذجي بينه وشعبه الوفي، والذي كانت أروع صوره مساندة جلالته للمطالبة بالاستقلال وتعاونه مع الحركة الوطنية، وخطابه التاريخي بطنجة، ما جعل قوات الاحتلال تتحرك ضده وتعمل على نفيه هو والأسرة الملكية إلى كورسيكا سنة 1953 ومنها إلى مدغشقر سنة 1954.

وقد شكّلت هذه الخطوة التي أقدم عليها المستعمر، النقطة التي أفاضت الكأس، وجعلت الشعب المغربي يقوم بانتفاضة عارمة، ويفجر سخطه وغضبه في وجه الاحتلال الأجنبي، حيث ظهرت بوادر العمل المسلح والمقاومة والفداء وتشكلت الخلايا الفدائية والتنظيمات السرية وانطلقت العمليات البطولية لضرب غلاة الاستعمار ومصالحه من أجل عودة الشرعية وتحقيق الاستقلال، وذلك ما تأتى في نهاية المطاف، بعد عودة بطل التحرير والاستقلال ورمز الوحدة الوطنية المغفور له محمد الخامس، حاملا معه لواء الحرية والاستقلال ومعلنا عن الانتقال من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر من أجل بناء المغرب الجديد ومواصلة ملحمة تحقيق الوحدة الترابية.

وسيرا وتكملة للعمل الذي قام به الملك الراحل، محمد الخامس، حمل ابنه ووريث عرشه، المغفور له، الملك الحسن الثاني، المشعل وأكمل المسيرة من أجل استكمال الوحدة الترابية للمملكة، فتم في عهده استرجاع سيدي إفني سنة 1969، ثم استرجاع الأقاليم الجنوبية للمملكة سنة 1975 بفضل المسيرة الخضراء المظفرة، إحدى أكبر وأبرز الملاحم البطولية التي أبهرت العالم، وفي 14 غشت من سنة 1979 تم تعزيز استكمال الوحدة الترابية للوطن باسترجاع إقليم وادي الذهب، إضافة إلى قيادته لمسيرة التنمية داخل البلاد من خلال تبني أوراش كبرى كبناء السدود والمطارات والعمل على تنظيف البلاد من مخلفات الاستعمار الغاشم.

واليوم، يتواصل في عهد الملك محمد السادس ورش تحديث المغرب، وفي مقدمته الدفاع عن الوحدة الترابية للمملكة، وتحقيق تنمية مستدامة اقتصادية واجتماعية تضمن لكل مواطن العيش الكريم، وترقى بالمملكة إلى مصاف البلدان التي تجعل العنصر البشري محور سياستها الاقتصادية والاجتماعية.

إن الملك محمد السادس يواصل مسيرة البناء بكل عزم وإصرار وافتخار وبهجة وسرور، حيث يشهد المغرب تحت قيادته العديد من الأوراش التنموية العملاقة والإصلاحات الكبرى التي تهم مختلف المجالات، ولاسيما من خلال إطلاق النموذج التنموي الجديد، وورش تعميم الحماية الاجتماعية، وأيضا إعلانه قبل أيام وخلال خطاب المسيرة الخضراء، عن مبادرة دولية تهدف إلى تمكين دول منطقة الساحل بالقارة الإفريقية من الولوج إلى المحيط الأطلسي، وهي مبادرة من شأنها أن تمكن من تقوية شبكات التعاون وتأهيل البنيات التحتية لدول هاته المنطقة والعمل على ربطها بشبكات النقل والتواصل بمحيطها الإقليمي والدولي، ومساعدتها على مواجهة المشاكل والعراقيل التي تعيق تحقيقها للتنمية المنشودة لشعوبها..

إن الاحتفال بعيد الاستقلال لحظة للقيام بوقفة تأملية تستحضر تاريخ المغرب الغني بالأمجاد وبالمحطات المشرقة من أجل الذود عن مقدسات البلاد، ومناسبة لاستلهام ما تنطوي عليه هذه الذكرى من قيم سامية وغايات نبيلة لإذكاء التعبئة الشاملة، وزرع روح المواطنة، وتحصين المكاسب الديمقراطية، ومواصلة مسيرة الجهاد الأكبر وتثبيت وصيانة الوحدة الترابية للمغرب وربط الماضي التليد بالحاضر والمستقبل المجيد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى