الأخبارسياسةمجتمع

عوض تقديم اعتذار واضح عن نشر خريطة المغرب مقزمة بـ”العلم” الاستقلال يطلق نيرانه في كل اتجاه

الخط :
إستمع للمقال

في الوقت الذي كان الكل ينتظر فيه اعتذارا واضح الملامح من جريدة العلم لسان حال حزب الاستقلال، حول الخطأ القاتل الذي تضمنته صفحات عددها ليوم الثلاثاء 31 يناير، والمتمثل في نشر خريطة للقارة الإفريقية مكتملة السيادات لكل دول إفريقيا باستثناء المغرب منزوعا من صحرائه، اختار حزب الاستقلال أن يطلق نيران اتهاماته في اتجاه كل من نبهه للخطأ.

ونشر موقع حزب الميزان شيئا ما يشبه مقالا على شاكلة رد، وجهه لكل من تجرأ على تنبيهه، في وقت وظرفية تمر منها قضية الوحدة الوطنية من مسارات لإثبات الذات، والتي تمثلت بالخصوص في تحقيق العودة القوية لحضيرة المؤسسة الإفريقية الأولى على صعيد القارة.

وخُطت عبارات مقال الاستقلال بلغة حادة اختصرت قضية الخطأ الفادح في ما أسمته “إيلاء بعض المواقع الإلكترونية اهتماما مبالغا فيه لخريطة القارة الإفريقية التي نشرتها الجريدة”، ومخففة من هول الواقعة بتهميشها على أنها فقط “اقتراف لخطأ بشري في زحمة الاشتغال على موضوع في غاية الأهمية”، متناسية بأن أهمية الموضوع بذاتها، عامل إضافي يجعل من الخطأ جرما في حق قضية الوطن الأولى.

ولم يتوقف المقال الاستقلالي عند حدود تبريره غير المقبول للخطأ الفضيع، الذي كان بالإمكان غفرانه بجملة واحدة “نعتذر لوطننا ملكا وشعبا عن الخطأ غير المقصود”، على سبيل المثال لا الحصر، بل زاد ليفتش عن مبررات أعمق, حيث ذهب المقال إلى أن “خريطة المغرب الحقيقية محفوظة في قلوب وعقول كل المغاربة، وهي من طنجة إلى الكويرة (..) شكرا لجلالة الملك محمد السادس الذي مكن المغاربة من هذا الفتح العظيم”، متناسيا ربما، بأن دور وسائل الإعلام الأول، وخصوصا منها تلك التي تصدر عمن يتقلدون مسؤوليات في الدولة، يتجلى في التثبيت والدفاع عن ثوابت الأمة في الداخل والخارج على حد سواء، وأن الاتكاء على ما ترسخ في الشعور الوطني لأفراد الشعب، وعمل على الانتصار له قائد الأمة، كمحاولة لتغطية فضيحة تفسح المجال بالخصوص لخصوم المغرب ليكثروا الكلام، ليس من مهنة السلطة الرابعة في شيء، وصدق المثل الشهير إذ يقول “ليس هناك خطأ أكبر من عدم الاعتراف بالخطأ”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى