في الوقت الذي استأجر عبد الإله ابن كيران رئيس الحكومة و الأمين العام لحزب العدالة والتنمية طائرة خاصة لكي يذهب إلى الراشيدية من أجل تقديم العزاء لعائلة طالب عضو في منظمته الحزبية “التجديد الطلابي”، يعجز رئيس الحكومة عن أخذ سيارته الحكومية والذهاب بالقرب من محل تواجده (الرباط) إلى موقع الحادث المأسوي الذي راح ضحيته شخصان مكلفان بالحراسة وأربعة طلبة إصاباتهم متفاوتة الخطورة وأحدهم لا زالت حالته حرجة، إثر إنفجار سخان كهربائي في إحدى البنايات التابعة للمدرسة الوطنية العليا للمعادن، يوم أول أمس الإثنين، لأن هؤلاء الضحايا لا ينتمون لحزبه ولا لقطاعاته الموازية، وحضوره لمواساة عائلاتهم في مصابهم لا يشكل مكسبا إنتخابيا.
يتذكر المغاربة شريط الفيديو الذي ظهر فيه لحسن الداودي وزير التعليم العالي والبحث العلمي، وهو يذرف دموع التماسيح وسط المشيعين لجنازة الطالب المنتمي لحزبه، في حين يلاحظ صمته المطبق إزاء الحادث المأساوي الذي وقع في المؤسسة التي يشرف على قطاعها الحكومي، ولم يكلف نفسه مشقة التنقل لمعاينة مكان الحادث، ومواساة الضحايا، في حين لا يتردد لحضور جنائز وأفراح المقربين من حزبه وجماعته.
محمد اعمارة وزير الطاقة والمعادن صاحب “غرفة النوم” في مقر وزارته والتي يعلم الله ماذا يفعل داخلها، خاصة بعد تفجر الفضائح الأخلاقية لإخوانه في الحزب وجناحه الدعوي ، وهو المعني بالحادثة، نظرا لتواجد المدرسة تحت إشرافه، و يتحمل مسؤولية الفاجعة التي أدمت قلوب أسر الضحايا، لم يكلف نفسه معاينة مكان الحادث الذي يبعد عن وزارته بأمتار قليلة، في حين تابع المغاربة زيارة وزير الداخلية محمد حصاد مكان إنهيار العمارة التي راح ضحيتها 4 أفراد بمدينة الدار البيضاء.
هذا السلوك الإنتقائي لوزراء حزب العدالة والتنمية بين المواطنين المغاربة، والجفاء في التعامل مع مأساة ضحايا الحوادث التي تقع في القطاعات التي يشرفون على تسييرها الحكومي، لا يمكن تسجيلها إلا في خانة الفضائح التي تثير إستفزاز المغاربة وخاصة الذين منحوهم أصواتهم التي أوصلتهم إلى كراسي السلطة، وتنكروا لهم بعدما حققوا هدفهم عبر شعارات رنانة.
مدير المدرسة الذي يقضي إجازته الصيفية بعاصمة الضباب لندن، لم يكلف نفسه عناء قطع عطلته، والعودة على إستعجال للمغرب للوقوف على الفاجعة التي وقعت في المؤسسة التي يتكلف بإدارتها، كأن الضحايا الذين سقطوا جراء تهاونه في إصلاح السخانات، غير معني بهم، فإلى أي حد سيستمر تجاهل المسؤولين للقطاعات التي يدبرونها ويتقاضون أجورهم على رأسها من دافعي الضرائب؟
وسجل بعض الطلبة الذين كانو يتواجدون بالمدرسة في تصريح لموقع برلمان.كوم، انهم نبهوا مدير المدرسة بوجود خلل في أجهزة التسخين الكهربائية، غير أنه لم يعر تحذيرهم المتكرر أي إهتمام وتقاعس في إصلاح العطب، الأمر الذي تسبب في إنفجارها، فلحسن الحظ أن الإنفجار تزامن مع تواجد الطلبة في عطلة سنوية، ولو قدر الله ووقع الحادث أثناء حضور الطلبة بالمؤسسة لفجع المغاربة في العشرات من القتلى.
https://www.youtube.com/watch?v=sLWXCKJbF98