قال استاذ علم الاجتماع والباحث السوسيولوجي، علي الشعباني، إن واقعة الاعتداء الجنسي على فتاة بحافلة بالدار البيضاء الذي هز مواقع التواصل الاجتماعي وهز الرأي العام المغربي، مثلها مثل عدد من الوقائع المماثلة، هي “نتيجة حتمية” لأوضاع مجتمعية واقتصادية متردية.
الشعباني وفي تصريح خص به برلمان.كوم، قال إن تركيز الإعلام على هذه الحوادث يظهرها وكأنها حوادث فردية او ظواهر جديدة ودخيلة على المجتمع، في حين أن هذه الجرائم كانت وستظل داخل مجتمع يعاني من الفوارق الاجتماعية الضخمة والمشاكل الاقتصادية وازمات التعليم والاخلاق والقيم، والتربية داخل الأسر.
وأضاف الباحث السوسيولوجي قائلا، إن التهميش والفقر يدفع بعدد من القاصرين إلى ارتكاب سلوكات مشينة كهذه، تعبيرا عن القهر والتهميش محاولين جذب الانتباه اليهم والى حالة الغضب التي تعتريهم.
وانتقد الشعباني توجه عدد من الحقوقيين وكذلك المواطنين الى اتخاذ موقف الجلاد من هؤلاء القاصرين وهؤلاء الشباب، مطالبين بإنزال أقسى العقوبات في حقهم، وهم لا يَعدون أن يكونوا ضحايا لا مجرمين، لأوضاع اجتماعية قاسية.
كما دعا ذات المتحدث، إلى تأهيل ومعالجة هؤلاء الاطفال ودعمهم ماديا ومعنويا للاندماج بطريقة سليمة داخل المجتمع، بدل الاقتصار على المقاربة الامنية التي لا تنجح في اجتثاث الأسباب الأساسية والعميقة لهذه المشاكل.
واعتبر الشعباني ان الشاب او المراهق الذي يحس بالتهميش وغياب الثقة مع المجتمع والمدرسين والسياسيين والفاعلين الاجتماعيين، يشعر بأنه مطرود ومهمش فيتوجه لافراغ مكبوتاته بطريقة منحرفة، لا تعدو ان تكون تعبيرا انتقاميا عن ضياعه وغضبه.
وشدد الباحث اخيرا على ضرورة احتواء هؤلاء وتمكنيهم من التعليم والتأهيل، وتحصينهم ضد الحيف والتهميش والفقر، فالتحرش الجماعي ومواقعة الحيوانات او الاعتداء على الغير “مقدمة مشاكل بسيطة يجب حلها، قبل أن تتضخم وتتحول الى جرائم اخطر تعكس ازمات اكبر”.
