علماء يكشفون سر وصول الحياة إلى الأرض
تمكنت دراسة حديثة من اكتشاف أن حبيبات الغبار التي جلبتها مركبة “أوزوريس ريكس” التابعة لناسا من الكويكب بينو تحتوي على عناصر كيميائية أساسية تدعم الحياة، حيث تتضمن هذه العينات معادن، مركبات عضوية، أحماض أمينية، والقواعد النووية، وهي المكونات الأساسية للبروتينات والحمض النووي، مما يعزز فرضية أن الكويكبات قد تكون قد جلبت المكونات الحيوية إلى الأرض عبر اصطدامات سابقة.
وعلى الرغم من أن هذا لا يشير إلى وجود حياة على الكويكب بينو، إلا أن النتائج تدعم نظرية علمية، تقول إن الكويكبات قد أسهمت في خلق بيئة ملائمة للحياة على الأرض، من خلال نقل المواد العضوية والماء إليها، كما أن المركبات التي تم اكتشافها في العينة قد تنقل إلى عوالم أخرى في نظامنا الشمسي، ما يفتح الباب لدراسة إمكانية وجود حياة في أماكن أخرى.
ومن جانبها، أكدت البروفيسورة سارة راسل، عالمة المعادن الكونية، أن الاكتشاف يعد “مذهلاً” لأنه يساعد في فهم أصول الحياة، مشيرة إلى أن هذه الدراسة تلقي الضوء على الأسئلة الكبيرة حول كيفية نشوء الحياة على الأرض. علاوة على ذلك فالكمية التي جُمعت من الغبار الأسود قد تكون صغيرة، لكنها أثبتت أهميتها العلمية.
فيما كشفت العينة المأخوذة من الكويكب بينو عن وجود 14 حمضاً أمينياً، 4 قواعد نووية، بالإضافة إلى معادن وأملاح تشير إلى وجود الماء. ورصدت الدراسة أيضا الأمونيا، ما يعزز الفكرة بأن الكويكب يحتوي على العناصر الأساسية للتفاعلات الكيميائية الحيوية. حيث أن البعض من هذه المركبات كان قد تم رصده في الصخور الفضائية التي سقطت على الأرض، في حين أن البعض الآخر كان جديداً.
وتدعم هذه النتائج فرضية أن الكويكبات مثل بينو قد اصطدمت بالأرض في ماضيها المبكر، جالبة معها المكونات التي شكلت المحيطات وأدت إلى ظهور الحياة. فيما يواصلون العلماء الآن البحث لفهم إمكانية وجود ظروف مشابهة للحياة على كواكب أخرى ضمن نظامنا الشمسي، مع استمرار البحث في الغبار الفضائي الذي تم جمعه من كويكب بينو.