غير مصنف

عشق اليزيد بن عبد الملك لحبابة

الخط :
إستمع للمقال

كانت حبابة جارية لرجل من اهل المدينة وكانت جميلة الوجه،ممشوقة الجسد،حسنة الصوت، واشتهرت حتى وصل خبرها للخليفة يزيد بن عبد الملك، فعشقها وتمناها لنفسه حتى قبل ان يراها…
فلما علمت زوجته سعدة بذلك..ارادت ان تفرح زوجها الخليفة وتهبه ماتمنى…فأمرت من يسافر للمدينة ويشتريها مهما كان الثمن…فكان لها ذلك..فلما وصلت اليها غسلتها وزينتها واتت بها مجلس الخليفة واجلستها من وراء ستارة حتى لا يراها احد..ثم تقدمت من زوجها الخليفة

وقالت له:يا أمير المؤمنين هل بقي شئ من الدنيا تتمناه؟؟؟

فقال: لم يبقى الا حبابة…

فقامت ففتحت الستارة ورفعتها وقالت: يا أمير المؤمنين هذه حبابة!!!!!

ففرح يزيد فرحا شديدا..ومنذ ذلك اليوم دخلت حبابة الى قلبه وروحه وسيطرت على عقله وكيانه… وأصبح لها نفوذ كبير في حكمه وفي قلبه حتى كانت تأمره فيطيعها…وهو الذي يأمر ملايين الرجال…وترك يزيد مسؤولياته كخليفة لأخيه وولي عهده هشام بن عبدالملك…وبنى قصرا لحبابة وصار يقضي عندها كل يومه…حتى هجر زوجته وابناءه…وانعزل عن الناس…

وصار كل همه ان يبقى بجوار حبابه.

رسلت زوجته سعده الى اخيه هشام تطلب منه التوسط عند الخليفة…في امرها وامر الخلافة…فدخل هشام على اخيه الخليفة وأخذ يلومه على هجره زوجته واولاده وتركه لشؤون الخلافة

قال له: إنك قد وليت بعد عمر بن عبد العزيز وقد تشاغلت بهذه الجارية عن النظر في أمر الدولة والناس وهاهي الوفود ببابك وأصحاب المظالم يصيحون وانت غافل عنهم.

فقال يزيد: صدقت والله. وعزم على ترك قصر حبابة والعودة لتحمل مسؤوليته كخليفة للمسلمين..

ولم يدخل على حبابة اياما..فلما كان يوم الجمعة قالت لبعض الجواري في قصرها: إذا خرج أمير المؤمنين فأعلميني.

فلما خرج للصلاة أعلمتها. فتزينت وجهزت موكبا اعترض موكب الخليفة في طريقه للمسجد..ولم يكن احد يجرؤ على ذلك غيرها..وارسلت له كتابا كتبت فيه…

بكيت الصبا فمن شاء لا مني……ومن شاء آسى في البكاء وأسعدا
إذا أنت لم تعشق ولم تدر مالهوى…فكن حجرا من يابس الصخر جلمدا
فما العيش الا ماتلذ وتشتهي…وان لام فيه ذو الشنان وفندا

فذهب الى قصرها ليلومها على اعتراض موكبه واحراجه..فلما دخل عليها وجدها متزينة له بزينة لم يرها من قبل…

فقالت: أتهجرني يايزيد؟؟؟؟

فتقدم يزيد منها وقبل قدميها واعتذر على هجرانه…

فبقي عندها وقال لاحد حرسه: قل لهشام أن يصلي بالناس..وعاد يزيد لسابق عهده وصار لا يخرج من قصر حبابه..

وفي احد الايام كان الخليفة يطعم حبابة بيده رمانا..فشرفت حبابة وثقل عليها التنفس واختنقت حتى ماتت بين يديه..

فصدم يزيد وهو لا يصدق مايرى وبقي يضم حبابة ويعانقها وهي ميته..

ولم يدفنها وبقي اربعة ايام ينام بجانب جثتها…ولا يسمح لأحد بالاقتراب منها…حتى انتنت الجثة…ومع ذلك لم يتركها يزيد..وكان يقول: لا يهون علي ان ادفن قرة عيني تحت التراب…
واثناء نومه امر اخوه هشام بغسل الجثة ودفنها…فلما قام الخليفة وسأل عنها…ذهب الى قبرها ونبشه…واخذ يعانق الجثة وهو يبكي.. ولم يزل كذلك حتى أغمي عليه…ومن شدة حزنه مرض..وصار طريح الفراش…ولما أحس بدنو أجله أوصى أخاه هشام بن عبدالملك بدفنه مع حبابة في قبر واحد..
ولم يبق يزيد بعد حبابة الا اقل من عشرين يوما ثم توفي حزنا عليها ودفن الى جانبها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى