الأخبارمستجدات

عبد الحميد جماهري يكتب : أنابيب‭ ‬الخبر‭ ‬والطريق‭ ‬السيار‭ ‬للمعلومة‭ ‬والسكك « ‬الحديثية» للتواصل‭ ‬‮!‬

الخط :
إستمع للمقال

خصص عبد الحميد جماهري، رئيس تحرير ومدير نشر يومية الاتحاد الاشتراكي، عموده “كسر الخاطر”، في عدد الجريدة الصادر يوم غد الأربعاء 24 يناير الجاري، للحديث عن الدورة‭ ‬السابعة‭ ‬لجمعية‭ ‬الفيدرالية‭ ‬الأطلسية‭ ‬لوكالات‭ ‬الأنباء‭ ‬الإفريقية‭ ‬‮(‬فابا‮)‬، مثنيا على النقاش الذي أفرزه هذا الاجتماع، وكذا مخرجاته التي من شأنها تعزيز أفق التعاون بين دول القارة السمراء في مختلف المجالات.
واختار جماهري لعموده “كسر الخاطر”، المتعلق بهذا الموضوع، عنوان “أنابيب‭ ‬الخبر‭ ‬والطريق‭ ‬السيار‭ ‬للمعلومة‭ ‬والسكك«‭ ‬الحديثية» للتواصل‭ ‬‮!‬”، وجاء فيه ما يلي:

راقتني‭ ‬جدا‭ ‬تلك‭ ‬الجدلية‭ ‬اللطيفة‭ ‬التي‭ ‬توافق‭ ‬عليها‭ ‬الحاضرون‭ ‬في‭ ‬الدورة‭ ‬السابعة‭ ‬لجمعية‭ ‬الفيدرالية‭ ‬الأطلسية‭ ‬لوكالات‭ ‬الأنباء‭ ‬الإفريقية‭ ‬‮(‬فابا‮)‬،‭ ‬في‭ ‬الجمع‭ ‬بين‭ ‬أنابيب‭ ‬النفط‭ ‬والغاز،‭ ‬والطرق‭ ‬والسكك‭ ‬الحديدية‭ ‬في‭ ‬تشبيك‭ ‬القارة‭ ‬الإفريقية،‭ ‬وبين‭ ‬اللوجستيك‭ ‬ذي‭ ‬الصلة‭ ‬بالخبر‭ ‬والمعلومة‭ ‬والمنتوج‭ ‬الإعلامي‭ ‬عموما‮.‬‭ ‬
‭ ‬وهي‭ ‬بهذا‭ ‬المعنى‭ ‬جدلية‭ ‬في‭ ‬التشبيك‭ ‬المادي‭ ‬،‭ ‬كمُقوِّم‭ ‬لابد‭ ‬له‭ ‬من‭ ‬تشبيك‭ ‬معنوي،‭ ‬ذهني‭ ‬وعقلي‭ ‬وتواصلي،‭ ‬يكمِّله،‭ ‬وهما‭ ‬معا‭ ‬يشكلان،‭ ‬في‭ ‬سياق‭ ‬اللحظة‭ ‬وفي‭ ‬استشراف‭ ‬المستقبل،‭ ‬مقومات‭ ‬سيادة‭ ‬قارية‭ ‬مطلوبة‭.‬
ولقد‭ ‬شاء‭ ‬ذكاء‭ ‬الصدفة‭ ‬أو‭ ‬مهارتها‭ ‬في‭ ‬التسديد‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬النسيج‭ ‬الإعلامي‭ ‬سابقا‭ ‬زمنيا‭ ‬عن‭ ‬النسيج‭ ‬المادي‭ ‬الاقتصادي‭ ‬الطرقي‭ ‬والبترولي‭ ‬الغازي،‭ ‬باعتبار‭ ‬أن‭ ‬الفدرالية‭ ‬الأطلسية،‭ ‬تم‭ ‬إحداثها‭ ‬في‭ ‬14‭ ‬أكتوبر‭ ‬2014‭ ‬بالدار‭ ‬البيضاء‮.‬‭ ‬‮(‬‭ ‬مدينة المواعيد التاريخية‭ ‬الإفريقية‭ ‬بامتياز‭ ‬‮)‬،‭ ‬قبل‭ ‬انطلاق‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المبادرات‭ ‬السياسية‭ ‬والديبلوماسية‭ ‬ذات‭ ‬نفس‭ ‬التوجه،‭ ‬أي‭ ‬الأفرو‭ ‬أطلسي‮!‬
وتلتقي‭ ‬موضوعيا‭ ‬وسياديا‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬التوجه‭ ‬الذي‭ ‬أعلن‭ ‬عنه‭ ‬ملك‭ ‬البلاد‭ ‬في‭ ‬الذكرى‭ ‬48‭ ‬للمسيرة‭ ‬الخضراء‭ ‬للسنة‭ ‬التي‭ ‬ودعناها‭.‬
‭ ‬ومن‭ ‬حسن‭ ‬الوعي‭ ‬الإفريقي‭ ‬اليوم‭ ‬أن‭ ‬المشاركين‭ ‬في‭ ‬لقاء‭ ‬fapa‭ ‬الفابا،‭ ‬يدركون مركزهم كجمعية‭ ‬في‭ ‬النسيج الإعلامي‭ ‬الدولي،‭ ‬فهي‭ ‬تضم‭ ‬30‭ ‬وكالة‭ ‬أنباء‭ ‬وتجمع‭ ‬مهني،‭ ‬وهي‭ ‬عضو‭ ‬ملاحظ‭ ‬في‭ ‬رابطة‭ ‬وكالات‭ ‬أنباء‭ ‬البحر‭ ‬الأبيض‭ ‬المتوسط‭ ‬،‭ ‬واتحاد‭ ‬وكالات‭ ‬أنباء‭ ‬آسيا‭ ‬والمحيط‭ ‬الهادي،‭ ‬واتحاد‭ ‬وكالات‭ ‬أنباء‭ ‬أمريكا‭ ‬اللاتينية،‭ ‬واتحاد‭ ‬وكالات‭ ‬أنباء‭ ‬دول‭ ‬منظمة‭ ‬التعاون‭ ‬الإسلامي،‭ ‬واتحاد‭ ‬وكالات‭ ‬الأنباء‭ ‬العربية‭ ‬‮.‬‭ ‬وهي‭ ‬مواقع دولية بالنسبة‭ ‬للوكالات‭ ‬لإسماع‭ ‬صوت‭ ‬إفريقيا،‭ ‬ولا‭ ‬سيما‭ ‬توضيح‭ ‬رهانات‭ ‬المبادرة‭ ‬المغربية‭ ‬في‭ ‬صناعة‭ ‬فضاءات‭ ‬جيو‭ ‬ستراتيجية،‭ ‬تعد‭ ‬في‭ ‬صميم‭ ‬بناء‭ ‬السيادة‭ ‬بكل‭ ‬مستوياتها،‭ ‬وفي‭ ‬قلبها‭ ‬السيادة‭ ‬الإعلامية‭.‬
‭ ‬ومن‭ ‬حسن‭ ‬الوعي‭ ‬كذلك‭ ‬أن‭ ‬المغرب‭ ‬دافع‭ ‬على‭ ‬لسان‭ ‬وزارة‭ ‬الاتصال‭ ‬ووكالة‭ ‬أنبائه‭ ‬الرسمية‭ ‬عن‭ ‬المبادرة‭ ‬الملكية‭ ‬باعتبارها‭ “‬رؤية‭ ‬حضارية‭ ‬متكاملة‭”‬،‭ ‬لا‭ ‬تقتصر‭ ‬على‭ ‬وظيفتها‭ ‬كممر‭ ‬لوجيستي،‭ ‬ونافذة‭ ‬جيوسياسية،‭ ‬وتحالف‭ ‬سوسيواقتصادي،‭ ‬بل‭ ‬تتعداه إلى‭ ‬تشييد‭ ‬‮”‬فضاء‭ ‬للتواصل‭ ‬الإنساني‮”‬‭ ‬و”الإشعاع‭ ‬القاري‭ ‬والدولي‮”.‬
‭ ‬راقني‭ ‬أيضا،‭ ‬دقة‭ ‬القاموس‭ ‬المستعمل‭ ‬في‭ ‬تقريب‭ ‬الجمعية‭ ‬من‭ ‬شركائها،‭ ‬سياسيين‭ ‬وإعلاميين‭ ‬وأكاديميين‭ ‬واستراتيجيين،‭ ‬كما‭ ‬قرائها‭ ‬وأبنائها،‭ ‬مما‭ ‬اعتبرته‭ ‬‮«‬الرهان‭ ‬السيادي‭ ‬الإعلامي‮.‬
ولعل‭ ‬السيد‭ ‬مدير‭ ‬وكالة‭ ‬الأنباء‭ ‬المغربية‭ ‬كان‭ ‬موفقا‭ ‬للغاية‭ ‬في‭ ‬اختيار‭ ‬الجدلية‭ ‬الثانية،‭ ‬عندما‭ ‬قرن‭ ‬‮«‬استعادة‭ ‬السيادة‭ ‬بتطوير‭ ‬حقيقي‭ ‬للخطاب‭ ‬الإعلامي‮«‬،‭ ‬ولعل‭ ‬في‭ ‬كلمة استعادة‭ ‬مخزون‭ ‬تعبوي‭ ‬كبير‭ ‬يدفع‭ ‬إلى‭ ‬الصراحة‭ ‬مع‭ ‬الذات‭ ‬‮(‬‭ ‬نحن‭ ‬لا‭ ‬نستعيد‭ ‬سوى‭ ‬ما‭ ‬نحن‭ ‬مهددون‭ ‬بفقدانه‭ ‬أو‭ ‬فقدناه‮)‬‭ ‬وتحديد‭ ‬إجبارية‭ ‬التطور‭ ‬كشرط‭ ‬وجوب‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬الاستعادة‭ ‬وربح‭ ‬الرهان‭ ‬السيادي‮!‬‭.‬
‭ ‬ولن‭ ‬يفوت‭ ‬المتتبعين‭ ‬تسجيل‭ ‬الثنائية‭ ‬الرفيعة‭ ‬كذلك،‭ ‬في‭ ‬علاقة‭ ‬الحرية‭ ‬والسيادة،‭ ‬في‭ ‬أدبيات‭ ‬هذا‭ ‬اللقاء،‭ ‬الذي‭ ‬يهم‭ ‬في‭ ‬منطق‭ ‬التوزيع‭ ‬الدولي‭ ‬للإعلام‭ ‬المنابر‭ ‬الرسمية‭ ‬ذات‭ ‬الوظيفة‭ ‬المرتبطة‭ ‬بالدولة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬بلاد‭.‬
ومن‭ ‬هنا‭ ‬قيمة‭ ‬ما‭ ‬تم‭ ‬تدارسه‭ ‬وما‭ ‬قد‭ ‬يصدر‭ ‬من‭ ‬أدبيات‭ ‬وخطط‭ ‬عمل‭ ‬ومن‭ ‬فلسفة‮..‬‭ ‬إفريقية‭ ‬في‭ ‬تدبير‭ ‬الإعلام‮.‬‭ ‬نحن‭ ‬نتكلم‭ ‬عن‭ ‬عقل‭ ‬الدولة‭ ‬ويدها‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬هويتها‭ ‬الإعلامية‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬صار‭ ‬موجودا‭ ‬بشكل‭ ‬غير‭ ‬مسبوق‭ ‬في‭ ‬القنوات‭ ‬والوسائل‭ ‬التواصلية،‭ ‬وفي‭ ‬مقرات‭ ‬الأخبار‭ ‬ومراكزها وردهاتها،‮ ‬وفي‭ ‬هيئات‭ ‬تحرير‭ ‬المعلومة…‬
‭ ‬في‭ ‬القارة‭ ‬تتحقق‭ ‬هذه‭ ‬الجدليات‭ ‬الطازجة‭ ‬بشكل‭ ‬مشترك،‭ ‬أي‭ ‬حرية‭ ‬وسيادة‭ ‬مشتركة‭ ‬بين‭ ‬الدول،‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬عام‭ ‬يكون‭ ‬فيه‭ ‬الإعلام‭ ‬مشبعا‭ ‬بهما،‭ ‬ومشبعا‭ ‬بالروح‭ ‬الجماعية‭ ‬لقارة‭ ‬دخلت‭ ‬الطريق‭ ‬السيار‭ ‬لتطوير‭ ‬ذاتها‭ ‬وتملُّك‭ ‬سيادتها‭ ‬وحريتها‭ ‬معا‭

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى