
يتذكر المغاربة قبل سنة من الآن، وفي نفس الشهر “شتنبر”، زلزال الحوز الذي ترك بصمات عميقة في نفوس الشعب كله، حيث هزّ هذا الحدث البلاد بتداعياته الكارثية على الآلاف من الأسر التي فقدت منازلها ومصادر رزقها، فالزلزال لم يكن مجرد كارثة طبيعية، بل اختبارا لقوة التضامن المجتمعي في المغرب.
واستجاب المجتمع المغربي بسرعة وبقوة، حيث تسابقت الأيادي الخيّرة من مختلف مناطق البلاد لتقديم المساعدة، سواء من خلال التبرعات المادية أو التطوع لتقديم الدعم المباشر للضحايا، وكانت لحظات الوحدة التكافل هذه شهادة حية على روح التضامن التي تجمع المغاربة في مواجهة المحن.
جهود الإعمار
قبل عام، هزّ زلزال مدمر منطقة الحوز، تاركا وراءه دمارا واسعا أثّر على حياة الآلاف من سكان المنطقة. ومع مرور الوقت، بدأت جهود الإغاثة وإعادة الإعمار تؤتي ثمارها، لكن التحديات لا تزال قائمة، كما يشير محمد حبيب، خبير اجتماعي ونفسي، في تصريحه لموقع برلمان.كوم.
إنجازات ملموسة وسط الدمار
منذ وقوع الزلزال، عملت الحكومة المغربية بالتعاون مع منظمات المجتمع المدني والشركاء الدوليين على تنفيذ خطط لإعادة الإعمار والتعافي. من بين هذه الجهود، تم إصلاح 70% من الطرق المتضررة، مما ساعد على إعادة الحركة والوصول إلى المناطق النائية. كما تم ترميم 50 مدرسة من أصل 80 كانت قد تضررت، مما سمح لأكثر من 10,000 تلميذ بالعودة إلى الدراسة.
محمد حبيب أشار في تصريحه إلى أهمية الدعم النفسي والاجتماعي في هذه المرحلة. فقد تم تنفيذ برامج دعم نفسي لأكثر من 5,000 شخص، بينهم 3,000 طفل، ممن تعرضوا لصدمات نفسية جراء الزلزال. هذه البرامج، التي نُفذت بالتعاون مع وزارة الصحة ومنظمات المجتمع المدني، أسهمت في تخفيف الآثار النفسية للكارثة.
التحديات المستمرة
من جهة أخرى أوضح حبيب أنه رغم الإنجازات المحققة، يوضح حبيب أن التحديات لا تزال كبيرة، خصوصا في ما يتعلق بإعادة بناء المنازل المدمرة. حتى الآن، تمت إعادة بناء حوالي 40% فقط من المنازل المتضررة، ولا يزال العديد من السكان يعيشون في ظروف مؤقتة. هذا الوضع يضع ضغطا إضافيا على الحكومة لتسريع وتيرة إعادة الإعمار وضمان عودة الحياة الطبيعية للسكان.
على الصعيد الاقتصادي، يواجه سكان الحوز تراجعا كبيرا في مصادر دخلهم، خاصة في قطاعي الزراعة والسياحة. فوفقًا لتقارير وزارة الاقتصاد والمالية، تراجعت إيرادات السياحة في المنطقة بنسبة 30% خلال السنة التي تلت الزلزال، مما يعكس حجم الضرر الذي لحق بالاقتصاد المحلي.
التطلع نحو المستقبل
وثمن ذات المتحدث ما تحقق من إنجازات، ندرك أن الطريق لا يزال طويلًا وأن المنطقة بحاجة إلى جهود مستمرة لتحقيق التعافي الكامل.
وقال “إن الحلم بعودة الحوز كما كانت، بل وأفضل، يعتمد على تعاون جميع الأطراف، وتقديم الدعم المستمر، والتخطيط الاستراتيجي الذي يضع نصب عينيه تحقيق التنمية المستدامة والجاهزية لمواجهة أي كوارث مستقبلية”.
 





