طوفان الدم بفلسطين وصمت “المثقف العربي”
ما تعيشه طبقة من محترفي الثقافة وما يعكس حالة ضمور فكري أكدت الأحداث واقعه على مستويات عدة، يمكن رصدها بعجالة ودون إطالة في:
1 العجز في إرادة التعبير عن القيم الإنسانية، وعدم التماهي معها جماهريا وعالميا، واختيار العيش بملاعق من ذهب في زمن منع الماء والطعام والدواء على مليونين من البشر محاصرين برا وجوا وبحرا يستحقون الكرامة والحياة إن لم يكن لعدالة قضيتهم. فلإنسانيتهم.
2 الخوف من ضياع بعض فتات أو مكتسبات استرزاقية، كانت تتاح لبعضهم على الهامش، مقابل القيام بدور “النكافة” لتجميل هذا المشهد أو ذاك، والغرق في فكر لا أثر له في الواقع، إلا بعض المسكنات والعواطف النفسية، والإنشاء اللغوي الذي لا يفيد في شيء إلا التشقيق اللغوي،
3 التظاهر ب”الحكمة” من خلال الصمت، وهي صورة أقرب إلى شلل في الفهم المستقل، بسبب تعطل الفاعلية واستقالة الضمير من الشعور بالانتماء، وربما بسبب الخوف من عدم تحصيل الرضا السياسي.
4 الانتظار بما سيسفر عنه المشهد للبدء في إنتاج التفاسير والمبررات، والقيام بغسل الأدمغة مرة أخرى، والأخطر عودة المثقف الوظيفي لبناء مشهد رسمي على أشلاء ودماء الاطفال والنساء، أي الانتقال من حالة الدعارة إلى حالة الوساطة (القوادة. بالكسرة).
الخلاصة:
لا حاجة لمجتمعاتنا في المستقبل بوجود مثقفين قد تم إخصاؤهم عبر مواد كيماوية وزمن طويل، وآخرين عبر عمليات جراحية من خلال التهديد بالتهميش والحرمان من “القرب”، وثالثهم عبر تحويل جنسي، المهم نادي المثقفين بدون مشروع إلا مشروع الجواري والإمتاع والإيناس.