قال الناشط طارق القاسمي، في تغريدة له على منصة إكس، على إثر الأحداث الأخيرة بفلسطين إنه “كما هي عادتهم البذيئة، “المتفلسطنون” أكثر من الفلسطينيين عندنا في المغرب، كلما اشتعلت المواجهات بين الإسرائيليين والفلسطنيين، تراهم ينتفضون بكل ما أوتوا من قوة للخروج إلى الشارع حاملين العلم الفلسطيني وأعناقهم ملفوفة بالكوفية وأياديهم تلوح بشارة النصر وحناجرهم تصدح بالتكبير والوعيد والتهديد”.
وأكد القاسمي في تغريدة على أن نفس الفئة، لا تسمع لها صوت ولا تصدر منهم حركة ولا نفس عندما يتعلق الأمر بوطنهم الأم، المغرب وبقضاياه المصيرية ومصالحه العليا.
وأشار إلى أنهم لا يغضبون ولا ينتفضون ولا يستنكرون ولا يدينون ولا يحتجون، ولا يحركون ساكنا أبدا، عندما تُمسّ أرضهم المغربية أو يفكر أحد في التطاول على وحدة تراب وطنهم.
ولكن ليس هذا هو موضوعي الذي أود التعليق عليه.
وقال الناشط “ما أود التعليق عليه، هي المواقف الصادرة عن بعض “المتفلسطنين” أكثر من الفلسطينيين، التي لا يمكن وصفها إلا بــ “قليان السم” في حق المغرب”.
وتابع بالقول “على سبيل المثال لا الحصر، قام كل من حسن بناجح وهاجر الريسوني، وياااا لغرابة الصدف، بنفس العبارات ونفس الخطاب، بالتعليق على الموقف المغربي الرسمي مما يحدث بين الفلسطينيين والإسرائليين، بطريقة خبيثة توحي وكأن القلق الذي أعرب عنه المغرب يخص دولة إسرائيل وأنه غير مكترث للفلسطنيين، بينما الحقيقة غير ذلك تماما وفق ما جاء في بلاغ الخارجية”.
البلاغ كان واضحا: “أعربت المملكة المغربية عن قلقها العميق جراء تدهور الأوضاع واندلاع الأعمال العسكرية في قطاع غزة وتدين استهداف المدنيين من أي جهة كانت”.
وتساءل القاسمي “لماذا لا أحد يتحدث عن العبارة الثانية التي جاءت في الفقرة الأولى من البلاغ ؟؟ العبارة التي تقول: “[…] وتدين [المملكة] استهداف المدنيين من أي جهة كانت.”
وأكد على أن هذه العبارة حملت إدانة المغرب الواضحة لاستهداف المدنيين كيفما كانت جنسياتهم، دون حصرهم في جهتين (إسرائيلية وفلسطينية).
وقال “يعني ما يجيش شي حد يبدا يتزايد بلي حگا المغرب راه يحابي إسرائيل أو شيء من هذا القبيل”.
بل أكثر من ذلك، بلاغ المغرب حمل إدانة ضمنية مضاعفة في حق إسرائيل، عندما قال: “المملكة المغربية، التي طالما حذرت من تداعيات الانسداد السياسي على السلام في المنطقة ومن مخاطر تزايد الاحتقان والتوتر نتيجة لذلك، تدعو ….الخ”. وفقا للقاسيمي.
وأردف أن المغرب كان يتوقع حدوث أشياء من قبيل ما يسمونه اليوم بـ “طوفان الأقصى”. وأن المغرب عندما كان يدين بقوة الاعتداءات الإسرائيلية في بلاغات عديدة سابقة وعندما كان يقود جهود السلام في محطات عديدة، كان ينبه بأن العنف لا يولد إلا العنف وأن العدوان لن يولد إلا عدوانا مماثلا، لأن استهداف المدنيين لا يمكن اعتباره بأي شكل، مقاومة.
”وهنا تتجلى الخطورة كلها. خطورة اعتبار، بل والانتشاء، ليس بنصر معين ضد الاحتلال أو العدوان الإسرائيلي، وإنما بــ “المجازر” التي ارتكبت في حق مدنيين عزل، لا ذنب لهم فيما يحصل”.
وخلص الناشط طارق القاسمي بالذكر، أنه على سبيل المثال لا الحصر، المواقف الصادرة عن نفس “المتفلسطنين” أكثر من الفلسطينيين عندنا في المغرب وخارج المغرب أيضا، ممن خرجوا يعبرون عن انتشائهم بــ “نصر المقاومة”.
فمثلا هاجر الريسوني تقول: “[…] حين تغتصب وتنزع أرض الغير وتحاصره وتمنعه من الحياة فكل رد فعل منه مقبول إنها معركة الحق، لم يكن الكيا/ن يوما يبحث عن السلام لكنه يبحث عن تنحية إسم فلسطين من الخارطة..”.
وقال “كلام هاجر فيه تبرير خطير لاستهداف المدنيين في إسرائيل من طرف الفلسطينيين أو من يصفونهم بــ “المقاومة”. كلام خطير فعلا، أن يتم تبرير قتل المدنيين بدعوى المقاومة وبدعوى رد الفعل عن إرهاب مماثل”.
وتابع “نقولو گاع بلي الإسرائيليين المدنيين بالنسبة ليكم ماشي بشر. لكن ماذا لو كان ضمن المدنيين المستهدفين في إسرائيل، مغاربة أو مواطنين آخرين من جنسيات عربية وغير عربية؟؟؟!! واش ماشي الإرهاب هذا بعينه ؟!”.
وبخصوص حسن بناجح، فإلى جانب كونه مدلسا خطيرا، فقد كان أكثر تطرفا من هاجر، بحيث قال: “[…] وزارة خارجية المخزن: تدين استهداف المدنيين من أي جهة كانت. فتساوي بين المجرم والضحية، وفي ذلك انحياز للمجرم”.
وفي ذات السياق أكد القاسمي أن بناجح كان مدلسا وكذابا عندما افترى على المغرب زاعما أنه ساوى بين المجرم والضحية، لأن المغرب أدان استهداف المدنيين وليس المسلحين، مضيفا، المدنيين من كلا الطرفين الذين لا ذنب لهم فيما يحصل.
لكن يبدو أنه بالنسبة لبناجح، حتى المدنيين في إسرائيل (كانوا إسرائيليين أو من جنسيات أخرى) هم مجرمون وليسوا ضحايا. ولكن الفلسطينيين، حتى وإن كان بعضهم إرهابيين، فهم في آخر المطاف ضحايا بالنسبة له.
وخلص بالقول إنه “في آخر المطاف، وبعد أسابيع وربما شهور، سنكتشف أنه لم يكن هناك لا طوفان ولا مقاومة ولا رد فعل عن عدوان، وأن الأمر كله يتعلق بعملية سياسية معقدة، متشابكة خيوطها مع خيوط أحداث أخرى في المنطقة، من بينها المفاوضات حول تطبيع السعودية”.