نصح صندوق النقد الدولي، في تقرير حديث له منشور على موقعه الإلكتروني الرسمي، المغرب بالاستفادة من إمكانياته الوفيرة في مجال الطاقة المتجددة كفرصة للتغلب على تحديات التغيرات المناخية، منبِّها إلى أن إزالة الكربون “تتطّلب استثمارات كبيرة في الطاقة المتجددة، ينبغي أن يتحملها القطاع الخاص إلى حد كبير، فضلا عن إصلاحات تنظيمية عميقة، بما في ذلك بذل المزيد من الجهود لتحرير قطاع الكهرباء”.
واعتبر الصندوق أنه يمكن للمغرب “الاستفادة من موارد الطاقة المتجددة الوفيرة والتنافسية بشكل كامل لتقليل اعتماده الكبير على الوقود الأحفوري المستورد”، مبرزاً أن هذا التوجه يمكن أن “يسهم في رفع القدرة التنافسية للشركات المغربية في الأسواق المجاورة التي تتبنى التحول إلى الطاقة الخضراء (أبرزها الاتحاد الأوروبي)، ويساعد في خلق فرص العمل”.
وأشار التقرير إلى أن المغرب “يعد من أكثر بلدان العالم التي تعاني من ضغوط مائية، وأن ندرة المياه تشكل عائقا خطيرا أمام طموح البلاد للانتقال إلى نموذج جديد للتنمية”، مبرزا أن السلطات المغربية تخطط لتعزيز الاستثمار في البنية التحتية للمياه، غير أنه ينبغي دعم ذلك بإصلاحات في إدارة الطلب على المياه تجعل سعرها أقرب إلى تكلفتها الفعلية وتؤدي إلى تحول في سلوك الاستهلاك”.
كما لفت صندوق النقد الدولي إلى أن الزلزال القوي الذي ضرب المغرب في 8 شتنبر، والذي تسبب في خسائر فادحة في الأرواح البشرية وأضرار مادية، “يسلط الضوء على أهمية تعزيز استعداد البلاد وقدرتها على الصمود في مواجهة الكوارث الطبيعية، بما في ذلك الناجمة عن تغير المناخ، الذي يشكّل تهديدا كبيرا ومصدرا لفرص التنمية في المغرب في آن واحد”.
وفي نفس السياق؛ أكد التقرير موافقة المجلس التنفيذي لصندوق النقد الدولي على اتفاق تمويل مدته 18 شهرا للمغرب في إطار صندوق القدرة على الصمود والاستدامة، للمساهمة في معالجة نقاط الضعف المناخية، وتعزيز مرونته في مواجهة تغير المناخ، واغتنام الفرص الناتجة عن إزالة الكربون.