أبرزت صحيفة صينية الأهمية الاستراتيجية للزيارة السريعة التي قام بها الرئيس الصيني شي جين بينغ، إلى المغرب الأسبوع الماضي، رغم قصر مدتها، واصفة إياها بأنها خطوة تعكس توجه الصين لتعزيز علاقاتها الاقتصادية والدبلوماسية مع دول شمال إفريقيا، سيما المملكة المغربية.
وفي مقال لها، تحت عنوان “ما الذي تعنيه الزيارة السريعة لشي إلى المغرب لصناعة السيارات الكهربائية في الصين؟”، أوردت صحيفة “South China Morning Post” أن الرئيس الصيني وولي العهد المغربي الأمير مولاي الحسن، أكدا خلال لقائهما على التزامهما المشترك بتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، مشيرة إلى أن هذه الزيارة، رغم قصرها، تأتي في سياق استراتيجي يعكس رغبة بكين في توسيع نفوذها الاقتصادي في شمال وغرب إفريقيا.
وحسب نفس المصدر، فالمغرب يلعب دورا مهما في خطط الصين لتأمين المواد الحيوية اللازمة لتصنيع المركبات الكهربائية، بالإضافة إلى إيجاد بدائل للقيود التجارية التي تفرضها الولايات المتحدة وأوروبا، مشيرة إلى تحول صيني في علاقاتها بالمنطقة، حيث كانت في السابق تركز على مصر والجزائر، بينما تسعى حاليا إلى توسيع حضورها ليشمل دولا مثل المغرب وتونس.
وأبرزت الصحيفة الصينية، ضمن نفس المقال، استثمارات بلادها في قطاع السيارات الكهربائية بالمغرب، حيث أعلنت شركة “جوتيون هاي تيك” في هذا الإطار عن بناء أول “جيغافاكتوري” في إفريقيا بمدينة القنيطرة بقيمة 1.3 مليار دولار، بالإضافة إلى مشاريع ضخمة لشركات أخرى مثل “BTR New Material” و “Shinzoom” المتخصصتين في تصنيع بطاريات السيارات.
من جهة أخرى، ذكرت الصحيفة الصينية أن موقع المغرب الاستراتيجي القريب من الأسواق الأوروبية واحتياطياته من الفوسفاط والليثيوم يجعلان منه شريكا قويا للصين، مشيرة إلى أن بعض الشركات الصينية تستفيد من مزايا المغرب في إنتاج الطاقة الخضراء والهيدروجين الأخضر لدعم توجهاتها الصناعية المستقبلية.
ويأتي مقال الصحيفة الصينية، مطابقا لتصريحات سابقة أدلى بها السفير المغربي في الصين، عبد القادر الأنصاري، عقب زيارة الرئيس الصيني، والتي أكد فيها أن العلاقات بين المغرب والصين تتميز بإيجابية ممتدة وتعاون وثيق في إطار مبادرة الحزام والطريق، مشيرا إلى أن موقع المملكة الجغرافي كبوابة لإفريقيا وقربها من الأسواق الأوروبية يجعلها ركيزة أساسية في تنفيذ هذه المبادرة في المنطقة.
وأضاف السفير، في تصريح له، لمنبر”China Daily” أن المغرب، بفضل بيئته الملائمة للأعمال، أصبح رائدا في صادرات السيارات، التي بلغت قيمتها 160 مليار درهم في عام 2023، مشيرا إلى التعاون المغربي الصيني المتزايد في قطاع السيارات الكهربائية، حيث تمتلك المملكة الموارد البشرية والمواد الخام اللازمة لصناعة المركبات الكهربائية وبطارياتها، إلى جانب تكنولوجيا متقدمة وسوق واسع.
وأشار السفير في السياق ذاته إلى أن مدينة محمد السادس طنجة تيك، التي تم إطلاقها في عام 2017، تهدف إلى استضافة نحو 200 شركة صينية في منطقة صناعية تمتد على 1000 هكتار، حيث قال”نأمل أن تستقطب هذه المدينة مشاريع متطورة ذات قيمة تكنولوجية عالية، خاصة في قطاعات السيارات والإلكترونيات والروبوتات”.
وخلص السفير المغربي إلى أن المملكة تنسق استراتيجيتها التنموية مع مبادرة الحزام والطريق عبر 14 قطاعا تشمل البنية التحتية والطاقة والصحة والتعليم والسياحة.