الأخبارخارج الحدودمستجدات

صحيفة تونسية تطرح استقلالية القرار التونسي عن الجزائر بكل قوة وجرأة وتدعو إلى نقاش عمومي لصياغة عقيدة دبلوماسية تعبر عن مصالح تونس الكبرى

الخط :
إستمع للمقال

تميز عدد الصحيفة التونسية الواسعة الانتشار، (المغرب) والصادر يومه الخميس 30 يناير 2025، بالتعبير عن القلق الذي بدأ يساور جزءًا من نخبة تونس عن «تماهي الموقف التونسي والجزائري في عدة قضايا» بما فيها قضية الصحراء، وهو ما اعتبرت الصحيفة أنه بات «يثير تساؤلات حول استقلالية القرار التونسي».

فقد أكدت (المغرب)، في افتتاحية العدد بعنوان «الخيارات الدبلوماسية لتونس: كيف نحدد المصالح الإستراتيجية للبلاد» أن تماهي الموقف الدبلوماسي التونسي «مع مواقف الجزائر في العديد من القضايا الإقليمية، ومنها قضية الصحراء… يثير تساؤلات حول استقلالية القرار الدبلوماسي التونسي».

وأبرزت الصحيفة “أن التنسيق بين تونس والجزائر يبدو أنه يتطور بنسق قد يكون غير مفيد لتونس ومصالحها، التي ولئن كانت تتقاسم جزء منها مع الجزائر إلا أنها تظل مختلفة عنها ومتباينة في عدة قضايا “.

كاتب الافتتاحية حسان العيادي، خريج معهد الصحافة وعلوم الأخبار (تونس) يعتبر من المطلعين على الوضع الداخلي لتونس، كما أنه يشغل رئيس تحرير مساعد بذات الصحيفة اليومية و هو عضو مؤسس للجمعية التونسيّة لصحافة الاستقصاء وعضو سابق بشبكة اريج للصحافة الاستقصائية. زد على ذلك أن له حضوره اليومي في المشهد الإعلامي ـ السياسي باعتباره «الكرونيكور» في برنامج émission impossible على راديو إي أف أم، وقد سجل أن التباين الذي ميز تاريخيا بين قصر المرادية وقصر قرطاج «توارى اليوم في ظل تماهي الموقف الدبلوماسي التونسي مع مواقف الجزائر في العديد من القضايا الإقليمية، منها قضية الصحراء والصراع الليبي وتطورات الأوضاع في الساحل والصحراء الإفريقية، لنقترب من التطابق الكلي الذي يثير تساؤلات حول استقلالية القرار الدبلوماسي التونسي ومدى قدرته على الحفاظ على توازن استراتيجي في المنطقة التي تشهد صراعا جزائريا / مغربيا».

وتقول اليومية عن نفسها بأنه «ليس لها أعداء لا داخل الحكم أو خارجه… لكنها ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية»، ومن هذا الموقع يرى كاتبها أن التقارب بين حكام تونس الحاليين وحكام الجزائر «قد يفهم من قبل دول المنطقة على أنه يتجاوز الشراكة إلى التحالف الكامل مع الجزائر، مما يجعل المواقف التونسية في القضايا الإقليمية والعربية ينظر إليها على أنها مواقف تعبر عن التقارب التونسي الجزائري لا عن الرؤية التونسية المستقلة والتي تنبع من مصالحها الوطنية وقدرتها على الحفاظ على توازنها الدبلوماسي وتجنب الاصطفاف في الصراعات الإقليمية».

ويختم الكاتب حسان العيادي افتتاحيته بالقول، أن هذه المعاينه تستوجب من الدبلوماسية التونسية «أن تنتبه إلى أن الخيارات السياسية الخارجية لتونس تنبع من مصالحها لا من تقاربها أو شراكتها مع دول الجوار. كما يجب أن تطرح هذه السياسات للنقاش العمومي لصياغة عقيدة دبلوماسية تعبر عن مصالح تونس الكبرى».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى