الأخباررمضانيات برلمانمستجدات

شهادات | عبد الرحمان اليوسفي.. رائد من رواد الحركة الوطنية (5)

الخط :
إستمع للمقال

في المغرب المعاصر، بصمت مراحله الكبرى عدة شخصيات، منها من غادرنا ومنها من لا زال حيا يُرزق، ومنها من نُسي، لكن المغرب لا ينسى رجاله، ونحن في “برلمان.كوم” نعيد رواية قصتهم بلسان من عاشوا معهم وتأثروا بهم ورافقوهم، سواء أكانوا أصدقاءً أو مقربين أو متتبعين لمسارهم، ونسمع منهم شهادات حول شخصيات ظلت راسخة في الذاكرة المغربية.

خلال حلقة اليوم الخميس، يستحضر المحلل السياسي، محمد شقير، أبرز مراحل المسار السياسي الحافل لشخصية مغربية، كان لها حضور قوي في مرحلة مفصلية في تاريخ المغرب، ويتعلق الأمر بعبد الرحمان اليوسفي.

جوابا على هذا السؤال، يعتبر عبد الرحمان اليوسفي من رواد الحركة الوطنية الذين ناضلوا ضد سلطات الحماية، حيث كان من أعضاء القيادة السياسية لحركة المقاومة التي قامت بمواجهة سلطات المستعمر الفرنسي للحصول على الاستقلال، وبالتالي فهو يعتبر من القادة الوطنيين الذي ارتبط اسمه باستقلال المغرب، على غرار عبد الله إبراهيم بوعبيد وعبد الكريم الخطيب وغيرهم.

عبد الرحمان اليوسفي كان أحد أبرز المعارضين من خلال انضمامه إلى قيادة الاتحاد الوطني للقوات الشعبية، إلى جانب كل من محمد البصري وعبد الله إبراهيم والمهدي بن بركة وعبد الرحيم بوعبيد والمحجوب بن الصديق، حيث اعتقل بتهمة التآمر، وتمت محاكمته والحكم عليه بالإعدام، قبل أن يتم إصدار العفو عنه ليغادر البلاد ويقيم بفرنسا، حيث كان يتابع من هناك تطورات الحياة السياسية بالمغرب.

عاد بعد ذلك وترأس حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية خلفا لعبد الرحيم بوعبيد، استقبله الملك الراحل، الحسن الثاني، بالقصر، ليتم بعد ذلك مواصلة الاتصال بينهما في إطار ما سمي بالتناوب التوافقي، الذي تم فيه الاتفاق على رئاسة اليوسفي لحكومة تتشكل من الاتحاد الاشتراكي، إلى جانب أحزاب أخرى، للقيام ببعض الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية، مع القبول بالإبقاء على بعض وزراء السيادة وعلى رأسهم وزير الداخلية الذي لعب دورا أساسا في تعطيل بعض هذه الإصلاحات.

إن الرجل الذي قرر الملك محمد السادس تكريمه بإطلاق اسمه على أحد شوارع طنجة، مسقط رأس هذا القيادي، عجز عن التحكم في ضبط الحزب ومواجهته للمنافسة من طرف اليازغي وبعض أنصاره، ما أدى إلى تراجع شعبية الحزب وضعف موقعه داخل المشهد السياسي.

أشير هنا إلى أن تصدر حزبه للحكومة ثم المشاركة في حكومة جطو أدت إلى فقدان الحزب لشعبيته ومصداقيته داخل الهيأة المتعاطفة معه، كما أدت إلى تجميد العديد من أعضائه لنشاطهم داخل الحزب بسبب عدم قبولهم بالتوجه السياسي الذي انتهجته القيادات التي خلفت اليوسفي، كاليازغي والراضي وخاصة لشكر الذي دفع العديد من الأعضاء إلى الانفصال عن الحزب.

هذه الصورة تعكس الاحترام الذي كان يكنه الملك محمد السادس لليوسفي كما تعكس أيضا التقدير الذي حظي به اليوسفي من طرف الملك نظرا لممارسته السياسة بنبل دون أن يحصل على مقابل سياسي وبقي على إخلاصه للملكية.

نعم، إن فقدان الحزب لقياداته التاريخية وعدم التوافق حول قيادات جديدة جعلت الحزب يعيش فترة اهتزاز وتراجع لا تتناسب مع مرجعيته اليسارية وشعبيته السياسية وتاريخه النضالي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى