الأخباررمضانيات برلمان

شخصيات صنعت التاريخ.. قصة فالديمار مكتشف لقاح الكوليرا الذي تعرض للاضطهاد بسبب ديانته

الخط :
إستمع للمقال

عديدة هي الشخصيات التي بصمت على مسار متميز في حياتها المهنية والخاصة، ونجحت في تقديم أعمال رائدة أو تحقيق إنجازات مهمة، نقلتها إلى عالم الشهرة وأدخلتها في قلوب الناس جيلا بعد جيل.

عبر هذه السلسلة الرمضانية، “شخصيات صنعت التاريخ” يغوص “برلمان.كوم” بقرائه في عوالم شخصيات دونت اسمها في قائمة أفضل شخصيات العالم، وسنتوقف في حلقة اليوم عند شخصية “ فالديمار هافكين ” عالم الباكتريولوجيا الذي حافظ على حياة ملايين الأرواح البشرية والذي هاجر روسيا هربا بعدما عاش حياة قاسية بسبب تضييق الروس الخناق على اليهود.

البدايات الأولى :

ولد عالم الباكتريولوجيا فالديمار هافكين يوم 15 مارس 1860 وسط أسرة يهودية بروسيا، بعد دراسته للطب تمكن  هافكين خلال مسيرته العملية، من وضع لقاحات قضت على أمراض أزهقت عشرات ملايين الأرواح منذ قرون مخلصا بذلك البشرية من أخطر الأوبئة التي كانت تهدد ملايين البشر عبر العالم.

في الفترة ما بين عامي 1877 و1890 عاشت كل من أوروبا وآسيا على وقع انتشار الأوبئة ومنها وباء الكوليرا،  يئس خلالها الجميع من إمكانية العثور على لقاح ضد الوباء  واتجهوا بدلا من ذلك للتركيز على إجراءات النظافة للوقاية منها، حتى سطع اسم الطبيب والباحث الروسي  فالديمارهافكين ليبهر الجميع سنة 1892 ويعرّض حياته للخطر من أجل البشرية، حيث جرّب الأخير خلال فترة عمله بمعهد باستور بباريس لقاحا ضد الكوليرا على نفسه واعتمد خلال التجربة على نوع مخفف من البكتيريا المسببة للكوليرا طوّره بنفسه ليتأكد من مدى فاعلية اللقاح.

تشكيك في اللقاح :

شكك عدد من علماء البكتيريا في تلك الفترة في حقيقة أبحاث هافكين، وفي محاولة لإقناع المشككين ولإثباث قدرة لقاحه على تخليص الإنسانية من وباء الكوليرا الذي قضى على البشرية على مدار قرون، اظطر هذا الأخير إلى تجربة اللقاح على عينة كبيرة من البشر ليثبت فعالية اللقاح.

بعد توصلها بالنتائج التي حققها لقاح هافكين أبدت الحكومة البريطانية آنذاك اهتمامها باللقاح وقامت بإرسال هافكين  إلى مستعمرتها بالهند التي كانت تشهد ارتفاعا في عدد الوفيات جراء الوباء لتجربة تلقيحه وإنهاء المعاناة، بعد تكفلها بإنتاج كميات كبيرة من اللقاح الذي مكن فالديمار من تطعيم ما يزيد عن أربعين ألف هندي.

بعد الكوليرا لقاح الطاعون:

لعب هافكين في العام 1896 دورا كبيرا في القضاء على وباء الطاعون الدبلي، الذي ضرب الهند وتسبب في وفاة أعداد كبيرة من السكان. بعدما لجأت إليه السلطات البريطانية طالبة منه المساعدة لإنقاذ الوضع، حيث تمكن هافكين خلال 3 أشهر فقط من ابتكار لقاح ضد الطاعون بمختبره، تزامن ذلك مع تخلي عدد من مساعديه عنه خشية إصابتهم بالعدوى، ليواصل أبحاثه وقام بتجرّبة اللقاح على نفسه للتأكد من مدى فاعليته.

صنّف كثيرون لقاح هافكين كأول لقاح فعال ضد الطاعون بالتاريخ رغم أنه لم يقدم المناعة الكافية لمواجهة الوباء  لكنه ساهم في تراجع إمكانية الإصابة به للنصف.

حياة هافكين الصعبة :

عاش فالديمار هافكين حياة صعبة بروسيا، من خلال تضييق الشرطة الروسية الخناق على يهود روسيا بعد حادث اغتيال القيصر ألكسندر الثاني عام 1881 حيث تعرض الأخير للاضطهاد من قبل السلطات الروسية التي فرضت قوانين أجبرت من خلالها اليهود على اعتناق المسيحية الأرثوذكسية لمواصلة تعليمهم وهو الإجراء الذي رفضه هافكين، ليقرر الهجرة نحو أوروبا الغربية بداية من سنة 1888.

كسب هافكين شهرة كبيرة بكل من بريطانيا والهند، ونال العديد من المكافآت، بعدما أنقذ لقاحه ملايين الأرواح البشرية من الطاعون الدملي الذي تسبب في وفاة ما يقرب من 200 مليون شخص حول العالم، والذي نشأ في الصين، ثم انتقل إلى إيطاليا وبعد ذلك إلى باقي أنحاء أوروبا، ثم إلى مختلف دول العالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى