شخصيات صنعت التاريخ…قصة يوتيوب عملاق الفيديو الذي انطلق بـ”حديقة الحيوان”

عديدة هي الشخصيات التي بصمت على مسار متميز في حياتها المهنية والخاصة، ونجحت في تقديم أعمال رائدة أو تحقيق إنجازات مهمة، نقلتها إلى عالم الشهرة وأدخلتها في قلوب الناس جيلا بعد جيل.

عبر هذه السلسلة الرمضانية، “شخصيات صنعت التاريخ” يغوص “برلمان.كوم” بقرائه في عوالم شخصيات  دونت إسمها في قائمة أفضل شخصيات العالم، وسنتوقف في حلقة اليوم عن قصة إبتكار منصة يوتيوب الشهيرة التي أحدثث ثورة في عالم التواصل عبر الشبكة العنكبوتية، بما أتاحه من تبادل مواد الفيديو بين المستخدمين عبر العالم

تأسيس منصة يوتيوب :

 تأسس يوتيوب من قبل ثلاثة شبان موظفين سابقين في شركة باي بال (PayPal) عام 2004 في ولاية كاليفورنيا في الولايات المتحدة الأميركية، هم تشاد هرلي وستيف تشن وجاويد كريم. درس هرلي التصميم في جامعة إنديانا بولاية بنسيلفينيا، أما تشن وكريم فدرسا علوم الحاسوب في جامعة إلينوي، كان الأصدقاء الثلاثة في أحد الأيام يشاهدون المباراة النهائية لكرة القدم الأمريكية ، وحينها قامت مغنية، من أصل أمريكي ، يطلق عليها جانيت جاكسون بالغناء في فترة الاستراحة بين الأشواط .

تعمدت تلك المطربة أن تثير المشاهدين بإحدى الحركات، مما أثار ضجة كبيرة في أرجاء الولايات المتحدة الأمريكية، وهنا اتجه الشبان الثلاثة للبحث في صفحات الانترنت عن الفيديو موضوع  الضجة، لمحاولة فهم ما قامت به تلك المغنية .

بعد بحثهم لساعات طوال لم يجد الأصدقاء الثلاثة  أي نتيجة تتعلق بالحادث، وقتها خطر على بالهم فكرة  إنشاء موقع متخصص ، في عرض  الفيديوهات، وفي العام نفسه، حدث تسونامي ، في المحيط الهادي ، والذي  تسبب في مقتل  ربع مليون شخص ، ولما ذهب الشبان الثلاثة للبحث عن صور للحادث لم يعثروا على أي فيديو له ، على الرغم من أنها كانت كارثة كبيرة.

أصبح النطاق YouTube.com نشطًا في 15 فبراير 2005، حيث  بدأت تتكون  فكرة انشاء موقع للفيديو في ذهن الأصدقاء الثلاثة من جديد ، في 23 أبريل 2005 ، قام جاويد كريم بزيارة حديقة الحيوانات سان دييغو في ولاية كاليفورنيا، وهناك قام بإلتقاط فيديو مدته قصيرة من داخل حديقة الحيوانات ، وفي نفس اليوم قام بتحميل ذلك الفيديو على الإنترنت وقام  بوضع عنوان له تحت اسم “أنا في حديقة الحيوان” (Me at the zoo)، ومن تلك اللحظة ، بدأت الانطلاقة الأولى لمنصة الفيديو”يوتيوب”، والتي  أحدثت تغييرًا واختلافًا جذريًا على مستوى العالم وظلت الفكرة تنتشر وتتوسع منذ ذالك اليوم .

قام الأصدقاء الثلاثة بتأسيس موقع اليوتيوب ، انطلاقا من غرفتهم  في بيت فوق مطعم ياباني في كاليفورنيا، ووضعوا خاصيات تمنح لكافة  الراغبين في نشر فيديوهاتهم  إمكانية تحميل مقاطع فيديوهات على الموقع.

حيث تم وضع برامج أخرى ، تم إعدادها لاحقًا ، والتي لا يقتصر دورها على المشاهدة فحسب ، بل وضعوا خاصية إضافة المشاركة و التعليقات، وبعد مرور سنة عن طرحه وصل عدد تحميلات الفيديو المختلفة 60 ألف فيديو ، وقد وصلت النسبة الخاصة بالمشاهدة على الموقع ، إلى 100 مليون مرة .

ونتيجة  لهذا النجاح الباهر الذي حققه يوتيوب ، سارعت شركة ” غوغل ” لشراء حقوق ملكية يوتيوب من مالكيه الثلاثة  في العام 2006، ، بمبلغ مالي ، قدر بمليار ونصف مليار دولار أمريكي ، وبعد سنة من شرائه، حققت شركة غوغل نجاحًا ملحوظًا ، وغير مسبوق ، بالنسبة إلى موقع اليوتيوب ، حيث بلغت عدد التحميلات حينها ، 100 ألف فيديو  في اليوم الواحد فقط .

أما فيما يتعلق  بنسب المشاهدة، فقد بلغت حوالي 800 مليون مشاهدة ، ومند ذالك التاريخ  احتلت منصة يوتيوب الموقع الثالث، بعد محرك غوغل، وموقع التواصل الإجتماعي “فيسبوك” ، وأصبح عدد التحميلات ، وعدد المشاهدات ، في تزايد مستمر وغير مسبوق .

افتتح يوتيوب للعموم في نونبر 2005، وأعلن مؤسسوه في يوليوز 2006 أن موقعهم ترفع عليه أكثر من 65 ألف فيديو، ويمر به نحو مئة مليون مشاهد يوميا، مما يعني سرعة نمو هائلة.

تطور منصة يوتيوب :
لم يعد يوتيوب مجرد موقع لمشاهدة مقاطع الفيديو الطريفة أو لمشاهدة الأفلام والمسلسلات، بل أصبح مصدراً للأخبار، وفرض نفسه نوعا جديدا من الصحافة المرئية، وتستفيد منه وسائل الإعلام بعرض مقاطع الفيديو التي لم تتمكن شبكات مراسيلها من الحصول عليها, وتعتمد على يوتيوب مصدرا للأخبار في العديد من الحالات وخاصة صور الكوارث الطبيعية أو الكوارث البشرية، والاضطرابات السياسية، وغير ذلك من المقاطع التي أصبح بإمكان أي شخص تصويرها عبر هاتفه المحمول.

أول فيديو وضع في منصة يوتيوب: