شخصيات سياسية جزائرية تعتبر مؤسسات الدولة مهزوزة وتقاطع الانتخابات التشريعية
أعلنت 12 شخصية سياسية جزائرية ما بين رئيس حزب وناشط سياسي في الجزائر، مقاطعة الانتخابات التشريعية الجزائرية التي من المقرر إجراؤها يوم 4 ماي من العام الجاري.
وأصدر المقاطعون بلاغا شديد اللهجة خلال اجتماعهم في مقر حزب “جيل جديد” بالعاصمة الجزائر مساء أمس الأربعاء، اعتبروا فيه أن “الجزائر تمر بمرحلة من أصعب المراحل في تاريخها، صارت فيها مؤسسات الدولة مهزوزة وفي حالة فقدان كامل لمصداقيتها، وتفاقمت فيها مخاطر الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، إلى درجة أن أصبح الوضع العام مقلقا جدا يهدد استقرار الوطن وانسجام الأمة”.
وأوضح المؤتمرون أنه و”بدل الشروع الفوري في تطبيق إصلاحات عميقة تستجيب لانشغالات الشعب الجزائري في تحقيق الديمقراطية واحترام الحقوق والحريات وعصرنة الحياة السياسية، وتقوية الاقتصاد، وحماية المجتمع من كلّ آفات الفساد، من شأنها إعادة الأمل للشعب الجزائري في قدرته على بناء دولة عادلة بمعاييرها النوفمبرية، يواصل النافذون في الدولة انتهاج سياسة المغالطة للتشبث بالسلطة بطرائق غير شرعية لخدمة مصالحهم الضيقة، على حساب حاضر ومستقبل الشعب الجزائري المغلوب على أمره”.
وانتقد بيان المقاطعين المنشور على الصفحة الرسمية للحزب بموقع فيسبوك ما وصفوه “بإدارة السلطة الفعلية وكعادتها ظهرها لكل المساعي المخلصة، ورفض الحوار الجاد، مع اختيار الهروب إلى الأمام، والعمل بشتى الحيل للبقاء في سدة الحكم”.
مشيرين إلى أنه “وفي سياق هذه الظروف المقلقة المنذرة بما هو أسوأ، فرضت السلطة دستورا بإرادة منفردة، وقرّرت تنظيم انتخابات تشريعية الهدف منها استمرار الهيمنة اللاشرعية على مؤسسات الدولة، تحت غطاء ديمقراطية الواجهة والتنافس الانتخابي الشكلي الذي لم يحقق التداول على السلطة منذ أكثر من نصف قرن من الزمن”.
وختم المقاطعون البيان بالتركيز على ثلاث نقاط في خطوتهم هذه تتلخص في “عدم الانسياق وراء هذه الأوهام وهذا المسارات الانتخابية العبثية”، معلنين للجزائريين “بأن المشاركة في هذه المهازل الانتخابية المنظمة من طرف السلطة الفعلية، يتنافى كلية مع روح الحريات والانتقال الديمقراطي الداعية الى إنشاء هيئة مستقلة ودائمة لتنظيم الانتخابات والاشراف عليها “، ومؤكدين بأنهم مازالوا على قناعة “بأن عمل المعارضة الوطنية لا يُمكن أن يكون ظرفيا أو تكتيكيا، إنما هو نضال تراكمي وعمل جادّ و مستمر لا يقبل المساومة”.