يقرب موقع “برلمان.كوم” خلال شهر رمضان الكريم، قراءه الأعزاء من أبرز الشخصيات التاريخية، من بوابة سلسلة تحمل عنوان “أبرز الشخضيات عبر التاريخ“، بحيث سيتم تناول مسار العديد من الشخصيات الوطنية والأجنبية.
وتتطرق حلقة اليوم من سلسلة “أبرز الشخصيات عبر التاريخ”، لمسار الرحالة المغربي ابن بطوطة.
وُلد ابن بطوطة في فبراير 1304، وهو من أسرة عريقة احتل أفرادها مناصب في القضاء، وهو ينتمي إلى قبيلة لواتة البربريّة المُنتشرة على السواحل الأفريقيّة وصولاً إلى مصر.
وقد اتّجه إلى دراسة العلوم الشرعيّة في المغرب، مُتَّبِعاً المذهب المالكيّ كبقيّة أفراد أسرته الذين برعوا في هذا المجال، إلّا أنّه لم يُكمِل دراسته، وذلك بسبب رغبته في الترحال في سن صغيرة، ومن أهمّ الأسباب التي دفعته إلى السفر رغبته في أداء فريضة الحج، بالإضافة إلى شغفه لاكتساب معارف جديدة.
ويعتبَر ابن بطوطة من أكثر الرحالة المسلمين شهرة، وبسبب المدة الكبيرة التي أمضاها في ترحاله وهي ثمانية وعشرون عاماً، فقد أُطلِق عليه اسم (شيخ الرحّالين)، حيث تميز بحبه للاستطلاع، وعدم خوفه من ركوب الصعاب في سبيل الحصول على الأخبار.
خرج ابن بطوطة في أولى رحلاته وهو يبلغ من العمر 21 عاماً، وكان الحمار أول وسيلة استخدمها للتنقل، حيث بدأ رحلته مُتوجها إلى مكة، لأداء فريضة الحج.
سافر ابن بطوطة خلال فترة حياته أكثر من الـ120 ألف كيلومتر، وزار ما يعادل 44 دولةً حديثة، حيث زار جميع البلدان الإسلاميّة، وعددا من الأراضي غير الإسلاميّة المجاورة، وحظيت رحلاته بقيمة تاريخيّة، وجغرافيّة، والتقى بما لا يقلّ عن 60 حاكماً، والعديد من الوزراء، والشخصيّات المرموقة والمُهمّة.
توفي الرحالة ابن بطوطة في مدينة مراكش، وذلك في عام 779هـ الموافق بالميلادي 1377، وقد لقبته جمعية كمبردج بأمير الرحّالين المسلمين، حيث كان له الفضل الكبير على الجغرافيين من بعده، وذلك لأنَّه ترك صورة صادقة للحياة التي عاشها في عصره.