الأخبارثقافةمستجدات

يسرا… السورية التي جرت قاربا غاصا باللاجئين وسط البحر لثلاث ساعات وأنقذت 17 شخصا

الخط :
إستمع للمقال

صيف 2015، وعلى ضفاف بحر إيجة، كادت الأمواج المتلاطمة ان تحصد حياة 20 لاجئا سوريا كانوا بصدد التوجه للسواحل اليونانية هربا من نيران الحرب والكراهية.

على متن قارب مطاطي بسيط، كانت يسرا وسارة الأختان الصغيرتان، ترتعدان من البرد وترقبان كباقي ركاب القارب المطاطي انقلاب هذا المنفذ الصغير ومواجهة الموت.

الأختان اللتان خرجتا من دمشق، إلى بيروت، ثم أسطنبول، إلى إزمير التركيّة، عابرتين البحر إلى ليسبوس مع 18 آخرين داخل مركب مطّاطي، والبحر يلوّح بهم، حتّى تسرب الماء إلى الداخل. الذُعر دبّ في قلوب الجميع، لكن وطأته لم تكُن بتلك القوة على يُسرا، السبّاحة ذات الـ18 عام، صاحبة البطولات السوريّة. قالت: “شعُرت أنه عارٌ عليّ أن أغرق، أو أن أترُك الآخرين يغرقوا، وأنا سبّاحة” -بحسب ما صرحت به ل «الجارديان».

12063840_1175228085835136_454305401857097329_n

على الفور نزلت يُسرا إلى الماء، وأختها، وشخصٌ ثالث يُجيد السباحة، وكانت خطتهم أن يحملوا –ثلاثتهم- المركب الذي يواجه الغرق، حتى الشاطئ، وقد كان، 4 أقدامٍ أنثويّة، واثنتين لرجُل، تضرب جميعها مياه البحر، فيما يسحب الثلاثة المركب المطّاطي، وعلى متنه 17 راكبًا يملؤهم الذعر، عبر أمواج «إيجة».

مشهدٌ استمرّ لـ3 ساعات، فوق طاقة استيعاب أي كاميرا سينمائيّة، أو استيعابِ عقل بشر، ولربما هذا ما يميّز العمل البطولي دائمًا.

«إنه أمْرٌ قاسٍ لأي شخص»، قالت يُسرا لـCNN، اللاجئة التي تستقر حاليًا مع أختها في العاصمة الألمانية برلين؛ والسبّاحة السورية التي التحقت بالمدرسة الآن وتتدرّب للالتحاق بدورة الألعاب الأولمبية القادمة، رغم قسوة ما عايشته، إلا أنها خرجت منه أقوى، تقول: «المشكلة كانت السبب في وجودي هنا، وهذا جعلني أقوى وأريد الوصول لتحقيق هدفي».

1458592611501-1

هكذا تبدو بطلة الـ3 ساعات في مياه «إيجة» أقوى وأقدر على المواجهة، ضمن فريق اللاجئين الذي سيشارك في دورة الألعاب الأولمبية المُقبلة، فكُل ما تريدُه هو ممارسة رياضتها المُفضّلة، فهُناك تعيش وتتنفّس كما حورّية، أو كما تقول هي «لا يوجد فرق في الماء إذا ما كنت لاجئًا أو سوريًّا أو ألمانيًّا».

من قال إن المعجزات تنبع من أكف الرجال فقط؟؟؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى