الأخبارمجتمعمستجدات

سليمان الريسوني.. يُعاني من “تُخمة” الإضراب عن الطعام!

الخط :
إستمع للمقال

ورقة التصعيد والتهديد بخَوض الإضراب عن الطعام، التي ابتدعها ذات شتاء المعطي منجب، باتت لُعبة أطفال سَمجة!

بل أضحت أشبه بلعبة “النِّرد” التي يُربّي بها العاطلون عن العمل والسجناء الأمل.

فالمعطي منجب، كان أول المتلاعبين والمتراقصين بلعبة الإضراب عن الطعام، مُستغِلا مُقوِّماته الذاتية المتمثلة في جَزاعة النفس وهَزالة الجسد، فانبرى يَبتزُّ الدولة والقضاء عبر فَزّاعة الجُوع، لكنه سَقط في فخ التكرار والابتذال.

فالرجل وجد نفسه يُكرِّر لعبة الإضراب عن الطعام في شهر أكتوبر من كل سنة، وكأنها تَميمة حظ أو قَبسة شيطان تخبو طويلا ولا تَنبلج إلا في نفس الفترة من كل سنة! ولما انفضحت مَكائده المتواترة، اضطر مُرغما لمنح براءة اختراع “هذه اللعبة لأطفال جدد”!!

الشخص الثاني الذي أوغل في التلاعب بورقة الإضراب عن الطعام، هو السجين سليمان الريسوني، الذي نَقلت عنه زوجته تهديدات بالجوع الطوعي في الهَزيع الأخير من شهر شعبان!

لكنه تصادف غريب في السياق الزمني، الذي اختاره سليمان الريسوني للعبته الجديدة! وهو ما يَجعلنا نستنبط الكثير من نَزق الأطفال في ثنايا كذب الكبار.

ففي الثامن من شهر أبريل من سنة 2021، كان سليمان الريسوني قد أعلن عن خَوض إضرابه الأول عن الطعام، وكان ذلك على بعد أسبوع فقط من شهر رمضان الكريم، الذي تَصادف مع يوم الأربعاء 14 أبريل 2021!

واليوم يُعيد سليمان الريسوني إخراج لعبة الإضراب عن الطعام، للمرة الثانية، من “جِراب” المارد المعطي منجب، وفي سياق زمني مُماثل! أي على بعد أسبوع ونيف من شهر رمضان الكريم!

فهل هي مُجرد “صُدفة ماكرة” يَنتقيها سليمان الريسوني والمعطي منجب بكثير من الفَهلوة، لتحقيق مآرب سجنية، ليست هي بالضرورة تلك المطالب التي تُجاهر بها عادة عائلات المعتقلين.

وإذا لم تَكن هي مجرد صدفة، فالسؤال المطروح هو لماذا يختار سليمان الريسوني، في كل مرة، الثلث الأخير من شهر شعبان، ليُشهر لعبة الإضراب عن الطعام؟

فمن المؤكد، بالجَزم والقَطع، أنها ليست صُدفة، ولا هي تَرتيبات عَرضية للقدر، ولا هي مُجرد تصادف للأماني في نفس السياق الزمني.

ربما، قد يكون سليمان الريسوني قد اختار التَوبة والتَزلُّف إلى الله عبر صوم النوافل في أيام مباركة مثل شهر شعبان، أملا في إثقال ميزان الباقيات الصالحات؟ وقد يَكون كذلك بصَدد الدخول في تَربص تكتيكي استعدادا لموسم الصوم السنوي الواجب في شهر رمضان الفضيل؟

لكن يبقى الشيء الغريب هو أن يَتلاعب السجين سليمان الريسوني بورقة الإضراب عن الطعام في تاريخ محدد، وفي مناسبات دينية معينة، لكن في سنوات متباينة، مع تعليق هذا التهديد على مطالب مختلفة!

فمن يُصدق بسذاجة “لعبة” إضراب سليمان الريسوني عن الطعام، عليه أن يُصدق كذلك أن إدارة السجن ربما يَعتريها الملل في شهر شعبان من كل سنة، فتركن لحرمان سجينها من مطالب محددة، مما يضطر هذا الأخير للتهديد بالإضراب عن الطعام في نفس الفترة، مما تَتحقق معه الصدفة المطلوبة، ويَتطابق معه السياق الزمني!!

ألم نقل لكم في البداية إنها مجرد لعبة أطفال سَمجة ومُبتذلة، تتكرر في سياقات متشابهة، ويَتناوب عليها كل من المعطي منجب ومحمد زيان وعمر الراضي وسليمان الريسوني!

لكن لحسن الحظ أن هؤلاء “الأطفال” الذين يَتناوبون على هذه اللعبة الحقيرة يُعانون من “نرجسية مفرطة”! لأنهم لو كانوا “كُرماء” ويَتقاسمون هذه اللعبة مع جميع السجناء، فإننا سَنكون وقتها أمام ثمانين ألف مضرب عن الطعام أو أكثر من ذلك بقليل!

ورغم أن فَرضية هذه “العدوى” قد تبدو مخيفة في ظاهرها، إلا أنها كانت ستحقق فائضا كبيرا في ميزانية المندوب العام للسجون!

ف”السجان الأول للمملكة” كان سيدخر أموالا طائلة من المال العام التي تُصرف في العادة على إعاشة وتغذية السجناء، لأن هؤلاء سيكونون وقتها منهمكين بالانتشاء “بتخمة الإضراب عن الطعام” التي ابتدعها المعطي منجب واستأجرها من الباطن محمد زيان ومن بعده سليمان الريسوني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى