الأخباررأي في قضيةمستجدات

سؤال له ما يبرره ويكاد يكون جوابه فيه: ماذا لو تفاجِئُنا روسيا بموقف متقدم في قضية الصحراء؟

الخط :
إستمع للمقال


=

تكلم وزيرها في الخارجية لافروف في ندوة الديبلوماسية نفس لغة بيدرو سانشيز في رسالة اعترافه بالسيادة المغربية على الصحراء عن طريق الحكم ذاتي. ولم يستعمل قاموس الخصوم المعتاد. وهذا برهاننا بـ4 أدلة!

=

كل الذين استمعوا إلى محاضرة وزير خارجية روسيا لافروف يوم الثلاثاء 14 يناير الجاري، استرعتْ انتباههم اللغةُ الذي تحدث بها رئيس الديبلوماسية الروسية. ولا شك أن الكثيرين انتبهوا إلى القاموس الذي استعمله في الحديث عن المغرب، عموما وعن قضية الصحراء المغربية خصوصا.

أول ما يسترعي الانتباه هو تقاطعها مع القاموس الذي سبق وأن استعمله رئيس حكومة إسبانيا بيدرو سانشيز عندما أقدم على خطوة بلاده التاريخية.

فقد كان هذا الأخير قد كتب بالحرف في الرسالة التي وجهها الى جلالة الملك يوم 14 مارس 2022:
1ـ «إنني أدرك أهمية قضية الصحراء بالنسبة للمغرب». وهو ما قاله حرفيا وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف في الندوة المذكورة أعلاه عندما أعلن بـ«نون» الجماعة وباسم الروس كلهم: «نحن ندرك مدى أهمية هذه القضية بالنسبة للمغرب».

وتعتبر هاته القاعدة عتبة للانتقال إلى إعادة تأطير الموقف من القضية من منظور الديبلوماسية الروسية، كما حدث مع نظيرتها الإسبانية.

2ـ أشر الروسي لافروف في المحاضرة إياها «على المجهودات الجادة والمعقولة التي يبذلها المغرب، في إطار الأمم المتحدة، لإيجاد حل مقبول من الطرفين».


2ـ مكرر: نفس العبارة، حرفا بحرف ونقطة بنقطة كتبها بيدرو سانشيز في الرسالة إلى ملك المغرب حيث نوَّه:بـ« الجهود الجادة والموثوقة التي يبذلها المغرب، في إطار الأمم المتحدة، لإيجاد حل مقبول للطرفين».


3ـ عبّر لافروف، من جهة ثالثة عن ما أسماه مساعدة المغرب، بحيث قال بالحرف «نحن نساعد المغاربة في معالجة القضايا التي تقع ضمن اختصاص وزارة الخارجية، وعلى رأسها قضية الصحراء».

وليس هناك منطق معقول يمكن أن يرى مساعدة المغرب بطريقة أخرى غير مساندته في سيادته على صحرائه، لأنه لا يعقل بأن يساعد الروس المغرب.. ضد تاريخه وحقه، أي ضد نفسه!

4ـ لم يستعمل سيرجي لافروف لغة الخصوم المعروفين للمغرب، بحيث أنه تفادى الحديث عن «الاستفتاء» أو تطبيقه أو أي قرارات تحيل عليه، بل الأكثر من ذلك أنه أشاد بالمجهودات المغربية ووصفها بالجادة والمعقولة، وجاء ذلك بعد أن لاحظ «التأخر الذي عرف حل ملف الصحراء لأزيد من 4 عقود دون الوصول إلى أي حل»، وهو نقد وإن كان فيه رسالة إلى مجلس الأمن، لا يمكن تفسيره إلا باعتباره إنتقادا مبطنا لخصوم المغرب وحلفاء روسيا الذين لم يقدموا أي مشروع واقعي ويحلمون بالعودة إلى بدايات الصراع…

فمتى يعلن الدب الروسي عن موقفه الجديد من قضية الصحراء؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى