كُلما زار عبد اللطيف حموشي عاصمة من العواصم الكبرى أو بَلدا من البلدان المؤثرة على الساحة الدولية، للتباحث في القضايا الأمنية ذات البُعد الاستراتيجي، إلا ونَجد أن هناك، في الظِل، من يُصاب بخَيبة الأمل وبالحنق!
وكلما وَطأ عبد اللطيف حموشي الأراضي الفرنسية تحديدا، أو وَقَّع بروتوكولا أمنيا مع مصالح الأمن الفرنسية، إلا وتَنهَمِر الانتكاسة ويَلبس الألم كل من رَهن وُجُوده بمَزاعم وهَلوسات “مُقاضاة المدير العام للأمن الوطني ولمراقبة التراب الوطني أمام القضاء الفرنسي”.
فزيارات عبد اللطيف حموشي التي تَندرج في إطار الدبلوماسية الأمنية، صارت عُنوانا لنجاح أمني مغربي، لكنها تَنطوي أيضا على آثار جانبية، غير مَقصودة، تُصيب البعض بالهَذَيان والسُعار وداء الكَلَب، وفي طَليعة هؤلاء المسعورين نَجِد زكرياء مومني.
فكلما أعلنت المديرية العامة للأمن الوطني عن زيارة من زيارات العَمل التي يَقُوم بها عبد اللطيف حموشي للخارج، إلا ويَكفهِر وَجه زكرياء مومني، وتَرتعِد فرائصه، ويَخرُج مُسرعا إلى مِنصته الافتراضية للتنفيس عن داخله المقروح، باستخدام مُعجم ساقط وغارق في الضَحالة والإسفاف.
ولعل زِيارة الأنتربول التي قام بها عبد اللطيف حموشي لمدينة ليون، بداية الأسبوع الجاري، كانت هي النُقطة التي أفاضت الكأس، بل كانت هي النُطفة التي عَرَّت على وَرم السُعار الذي يُصيب زكرياء مومني، وهو يَرى تَداعي مَزاعمه التي طالما رَوَّج لها على شبكات التواصل الاجتماعي.
فما إن صَدَر بلاغ الأمن الوطني الذي كَشف عن مُخرجات اجتماع الأنتربول الثامن، الذي شارك فيه عبد اللطيف حموشي بعاصمة الرون الفرنسية (ليون)، حتى تَأبَّط زكرياء مومني (فأرته) المعلوماتية وانبرى يَهذي ويَتحسَّر، مُدعيا أنه كان ضَحية تواطؤ بين المخزن المغربي والمخزن الفرنسي!
بل ذهب زكرياء مومني بعيدا في هَلوَساته الناجمة عن الآثار الجانبية لزيارة عبد اللطيف حموشي لفرنسا، وذلك عندما اتهم نِظام الحُكم في كل من المغرب وفرنسا بالتآمر على “اغتياله” وسَحب جنسيته الكندية المكتسبة!
إنها فقط أعراض الزيارات الأمنية التي بَصم فيها عبد اللطيف حموشي على نَجاحات مغربية على الصعيد الإقليمي والدولي، والتي أخرجت زكرياء مومني وغيره من العدميين من جحورهم، وأصابتهم بالسُعار والحَنق وخَيبة الأمل.
والدليل على أن زيارات عبد اللطيف حموشي باتت تُشكِل “رُهابا” لهؤلاء العدميين، وفي ذَيلهم زكرياء مومني، هو أن هذا الأخير سارع بحذف شريطه الأخير بعد مُدة وَجيزة من نشره! وكأنه لم يَكن مرتاحا، أو رُبما أنه دَخل في حالة هيستيرية نتيجة “السُعار” الذي سببته الآثار الجانبية لهذه الزيارة الناجحة لعبد اللطيف حموشي لمدينة ليون الفرنسية.
ويَبدو أن مُحيط زكرياء مومني بات يُدرِك مؤخرا بأن الحالة الصحية لهذا الأخير، أصبحت مَرهونة بالعِلاج من الآثار العَرَضية لزيارات عبد اللطيف حموشي، وأنها تَستدعي، أكثر من أي وَقت مضى، الخُضوع لجَلسات استماع نفسي لتَقبُّل مثل هذه الزيارات والتطبيع معها.
وإذا كان هناك من مُلتمس قد يَتقدَّم به محيط زكرياء مومني، فهو أن لا تُعلِن المديرية العامة للأمن الوطني عن هذه الزيارات الناجحة، وأن لا تَنشُر صور عبد اللطيف حموشي فوق السجادة الحمراء التي تفرشها العواصم الأجنبية! لأن ذلك يُفجِع زكرياء مومني ويؤجِّج فيه وَرم الخيانة.
أما الملتمس العارم الذي يَتقدَّم به عموم المغاربة، ويَتفاعلون معه في الواقع المادي والافتراضي، فهو أن يُوَاصل عبد اللطيف حموشي تعزيز رِيادة المغرب على المستوى الأمني، وأن يُكثِّف من هذه اللقاءات والاجتماعات المهمة للأمن والاستقرار.
فهذه الزيارات سَتُحقِق، من جهة أولى، أهدافها المنشودة والمأمولة، وهي تَرصيد نجاحات المغرب إقليميا ودوليا، كما أنها سَتُلهِب من جهة ثانية، وبشكل عَرَضي، سُعار وخَيبة الأمل التي تُصيب جَوقة العدميين والمهووسين بِمُناوءَة مَصالح المغرب، وفي مُقدمتهم زكرياء مومني ومحمد حاجب وأمال بوسعادة وفؤاد عبد المومني وحسن بناجح وغيرهم.