تداول الفاعلون في شبكات الاتصال الاجتماعي وصلة إشهارية لعمل إحساني قامت به إحدى الشركات التابعة لمجموعة زوجة رئيس الحكومة اخنوش، وبالرغم من انه كان من المستحسن ان يتم تنسيق هذا العمل الإحساني مع مؤسسة محمد الخامس، والاكتفاء عند الضرورة القصوى بإصدار بلاغ إخباري حول الموضوع، فإن المؤسسة المعنية فضلت التطبيل والتزمير لمبادرة قال عنها الله تعالى”يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى..”، كما أكد الرسول الكريم على قيمة عدم إعلانها في حديث شريف “..ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما قدمت يمينه”.
لكن أغرب ما لاحظه موقعنا حسب مضمون الفيديو، هو نوعية بعض المنتوجات والأحذية التي تصمنها الفيديو، ومنها عدد من الاحذية النسوية ذات الكعب العالي، والتي لا تستجيب لوعورة المناطق الجبلية التي تعرضت للزلزال المدمر، ولا لحاجيات شرائح نساء المنطقة، وهو ما يفتح الباب لعدة تساؤلات ما دمنا في لحظة جد، ولسنا في لحظة سخرية وهزل.
إن اول سؤال وجب طرحه ازاء نوعية الهدايا التي تتبرع بها زوجة رئيس الحكومة، هو هل فعلا هذه الملابس والاحذية كانت معروضة للبيع، ام انه تم جلبها من مخزون ما تمت تصفيته مما تبقى من المبيعات، او تلك التي تجاوزتها صرخات الموضة؟.
ونحن لا نطرح هذا السؤال من باب التهكم، بل من باب استحضارنا للموقف الكبير الذي قام به المغرب، حينما رفض قبول المساعدات التي لا تستجيب لحاجيات المغرب والمنطقة وسكانها والظرفية التي يمرون منها، مما يدفعنا الى إسقاط هذا الموقف على نوعية التبرعات التي تتباهى بها شركات زوجة أخنوش التي انجزت من اجل ذلك فيلما إعلانيا مليئا بالحكي واستعراض العضلات.
نعم، ففي وقت نسائل فيه زوجة أخنوش عن سر ارسالها للاحذية النسوية ذات الكعب العالي لفتيات وامهات تلك المناطق النائية، نسائلها هل سبق لها ان زارت تلك المناطق او على الأقل قرأت عنها وعن ساكنتها شيئا ما توظفه في مرجعيتها التبرعية، قبل اعطاء التعليمات لفريقها لكي يختار ما تحتاج اليه المنطقة؟ نكاد نحسم بأن السيدة المصونة لا تعرف شيئا عن ظروف تلك الساكنة او عن جغرافية المنطقة.
وسواء تباهت زوجة رئيس الحكومة بتبرعاتها ومبادراتها الإحسانية او لم تفعله بشكل مقصود، فإن الواقع المؤكد يلزمها ويلزم غيرها بالكثير من الجدية والثبات في ساعة الألم والحزن. نحن لا نسخر من واقع الحال، ولكن ندعو الى احترام كرامة سكان تلك المنطقة، وعاداتهم، وتقاليدهم، وأعرافهم كما أمر جلالته في آخر اجتماع ترأسه حول الزلزال.