فجأة وبدون سابق إنذار اختفت الحركة الإسلامية في المغرب من المشهد العام، بالرغم من أن الفعل المسيء لكتاب الله والذي يستوجب حضورها وخروجها يعد في قاموسها كبيرة من الكبار..
لقد غابت الحركات الإسلامية برموزها ومنشديها ومناديه أمام استدعاء قناة ريفيزيون للرجل الذي أحرق القرآن وأحرق معه اعصاب مليار مسلم وأحرق قلوب كل المؤمنين و سكتت كل اصواتها التي وعدت البلاد بالقومة دفاعا عن الدين الحنيف، في وجه … المسلمين في المغرب!
لقد غابت الحركة الاسلامية التي بشرتنا بقرب عهد الخلافة الجديدة ولطالما رفعت شعارها: القرآن دستورنا!
وغابت اسماء «فرسان الزمان» ، طالما رفعوا عقيرتهم بالصراخ أنهم «فرسان تحت راية النبي»..
كل هولاء القوم غابوا وغاروا في الارض، ولم نسمع لهم صوتا ، عندما كان «دستور» الامة يحرق على يد الرجل الذي استضافته ريفيزيون، التي تدعو اليها وجوها من تيارات تقول إن القرآن دستورها.
المغاربة يستاءولون: أولو كان الدستور الفرنسي هو الذي تم احراقه علي مشهد من العالم كانت ريفيزيون ستحاور من أحرقه وإذا فعلت ذلك هل كان الجمهوريون والديغوليون مثلا سيسكتون؟
أبدا ولهذا المغاربة يتساءلون ويُحوْقلون :
لا حول ولا قوة إلا بالله: فين بناجح و احرشان.. وفين بنكيران.. فين حركة التوحيد.. والعدالة والتنمية.. وفين العدل والاحسان..؟..
وما السبب الذي يكمن وراء هذا العجب؟
إنها الصداقة بين كل من ذكرنا من حركات ورافدا وجمعيات وبين الواقفين علي قناة ريفيزيون، وبالاخص المعطي منجب وفواد عبد المومني، كل هؤلاء الذين اشتروا الصداقة بالهدى كمن ذكرهم القرآن الكريم وقد اشتروا الضلالة بالهدى…!. و واشتروا الصداقة بكلمة الحق، «فما ربحت تجارتهم وماكانوا مهتدين».
ولطالما تابعناهم وهم يتاجرون بكل شيء وما تتوقعنا تجارة مثل هاته في أقدس المقدسات. وما من شك أن الآية الكريمة « هاأنتم أولاء تحبونهم ولا يحبونكم» تصدق على هذا الفريق، الذي تعميه المزايدة علي البلاد وعلى إيمان المغاربة الطاهر، فيقبل كل شيد ممن يعارض الدولة أو يهاجم البلاد. فهم يغازلون المعطي منجب وفؤاد عبد المومني ويتنازلون لهم عن المس بالمصحف الشريف، والآخران لا يتورعان في الاستفزاز باستضافة الهارب العراقي ، والذي لن نذكر اسمه حتى..!
ولا يمكن لمن يدعي الدفاع عن الاسلام، ويرفع راية العصيان والتدليس في وجه دولة يسير أمورها الروحية والدنيوية أمير المومنين، أن تغيب عنه معاني الآية الكريمة: «وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره، إنكم إذا مثلهم”. فما بالكم بمن يحرق الكتاب وينكل به ويشهر به، وتتم استضافته على قنواة تدعي الاهتمام بشأن اربعين مليون مغربي مسلم ؟
الجواب كما جاء في القرآن الكريم: إنكم إذا مثلهم ! فلا داعي للاختباء وراء شعارات الاسلام والمقدسات والدفاع عن الأمة..
مجرد الحديث بالسوء يمنع الجلوس مع المسيئين، وهو ما حدث في الحوار. وقبل الحوار. وبعد الحوار..
فهل يهرب بناجح واحرشان وبنكيران والعدل والاحسان ، من هذا الحكم الذي ينهى عن مجالسة من يستهزئ بكلام الله ( ناهيك عن حرقه؟)
ثالثة الاثافي هو أن الثنائي غير المرح، المعطي وفؤاد، مضاف إليه بوبكر الجامعي اعتبر في وقت سابق بأن موقف الدولة المغربية المشرِّف من القضية موقفا يدعو الى الهجوم والتنكر والسخرية، واعتبر المعطي بأن حرق القرآن حرية تعبير .. ولم تخنه وقاحته من جديد فقرر هو ومن معه سحب الحوار، بعد الغضب الذي أحدثه ..
وهكذا سرعان ما تلاشت القناعات ، وطارت المعتقدات وتهاوت المباديء. وظهر أن اللثام العجيب يميل حيث الريح تميل!
ما هذا الجبن الممزوج بالـ«سنطيحة»؟
لا تعليق لنا على مواقفهم سوى ما ورد في آية مريم «هَلْ تُحِسُّ مِنْهُم مِّنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزًا»؟
لا يخالجنا أدنى شك، أن نفس الآلة ستعمل من جديد، عندما يوضع الهجوم على المغرب على طاولة ريفيزيون، وستعود نفس اللازمات عن المحرمات الاسلامية، بمناسبة وبغير مناسبة ويتم حشر كل القضايا في جبة الإسلام، وسنكتشف من جديد الاختيار الانتقائي في التعامل مع الأمور العامة والخاصة، فيختارون الحلال والحرام على مزاجهم وينتقون القضايا حسب هواهم، وهواهم هو أن يمكروا ببلادهم ويدلِّسون عليها بدون وجه حق.. !
هؤلاء يجعلون فتنة أصدقائهم أغلى من كلام الله ومن صادق الايمان عند المغاربة ، فلا عجب أن يميلوا حيث مالت مصالحهم!