تمتاز دول العالم بعادات وتقاليد تختلف بعضها البعض، تبرز في شهر رمضان، سواء بمظاهر الاحتفال أو الاستعدادات لهذا الشهر الكريم، إلا أن رمضان 1441 هجريا الموافق سنة 2020 ميلادية عرف تغيرات عديدة، فجائحة كورونا جعلت بعض العادات واجتماع الناس أكبر خطر يهدد بعدوى الفيروس، لكن هذه العادات لازالت مؤرخة ومتداولة، لذا اختار موقع برلمان.كوم سرد بعض مظاهر الاحتفال بشهر رمضان الكريم ببعض الدول الإسلامية قبل ظهور فيروس “كوفيد 19”.
عبر هذه السلسلة الرمضانية “رمضان من كل البلدان” يسافر “برلمان.كوم” بقرائه في بعض البلدان العربية للتعرف أكثر على العادات والتقاليد الخاصة بكل دولة إسلامية، حيث سنتوقف في حلقة اليوم عند تقاليد دولة “إثيوبيا”.
يستعد الإثيوبيون لشهر رمضان، قبل بدايته بأسابيع وشهور في بعض المناطق ويعدون الأطعمة والمشروبات وكل المستلزمات الخاصة بهذا الشهر في المنازل والأحياء والمساجد، وتجد الكل في ترقب وخاصة المناطق التي فيها مساجد وتجمع المسلمين فيقبلون على المفارش والسبح والسجادات والجلابيب العربية، وقبل بداية الشهر تكتظ الأسواق، وتتزين المساجد بالإضاءة والألوان ويجري تنظيفها وصيانتها قبل أسابيع من بداية الشهر.
وتتجلى مظاهر استقبال المسلمين في إثيوبيا لرمضان، في التقرب إلى الله بالأعمال الصالحات، وتقديم الصدقات، لأنهم يرون أن عليهم واجبا خاصا تجاه أجدادهم الذين فازوا باستقبال صحابة النبي محمد صلّى الله عليه وسلم الفارين من ملاحقة كفار مكة قبل أكثر من 14 قرناً، حيث أجاروهم وأكرموهم.
ومن بين النشاطات الرمضانية، تهرع الأمهات، والفتيات الصغيرات، اللاتي يعشن في المناطق الشعبية، إلى الخروج من منازلهن قبل موعد الإفطار بساعة أو ساعتين لبيع الفلافل والسمبوسة والفطائر وشوربة الشعير وغيرها للصائمين المسلمين، الذين لا يستطيعون إعداد أي وجبة إفطار في منازلهم ويعتمدون على ما يوفره الشارع.
ويعتبر مشروب القهوة في رمضان، من أهم الموروثات داخل الأسرة، تحضيرها يبدأ قبل أذان المغرب، مثل أي طبق من الأطباق الأخرى في برامج الإفطار اليومية.
وقبيل الإفطار، يقوم الشبان بفرش مائدة طويلة تتسع للمتواجدين في المسجد وحتى خارج المسجد على شكل موائد ويضعون فيها الأطعمة والمشروبات المختلفة، بحيث يجتمع المصلّون على هيئة صفوفٍ ويكون الأكل جماعيّا، فهناك التمر والماء و”الحلبة ” والمرق والشوربة والسمبوسة، ولا بد من وجود بعض الأطباق المحلية.
ورغم كثرة المساجد في إثيوبيا إلا أنها لا تكفي المصلين وتمتلئ حتى تؤدي لإغلاق الشوارع العامة، وهنالك مساجد معروفة في أديس أبابا مثل الأنوار والنور والأولية والتي تشهد دروسا وحلقات تلاوة وتمتلئ لآخرها ومناطق مركاتو وما حولها تعج بالمصلين تجدها في حراك دائم حتى نهاية الشهر.