يستقبل عامة المسلمين، في مختلف دول العالم، شهر رمضان الفضيل في ظروف استثنائية، بعد تفشي فيروس”كورونا”، الذي اضطر بسببه المسلمين التزام بيوتهم، حيث منعت التجمعات، واقفلت أبواب المساجد، وهو ما جعل فرحة رمضان غير كاملة، لما لهذا الشهر من طقوس كثيرة أشهرها أداء صلاة التراويح.
وفي هذا المقال، سنقدم تعريفا مبسطا حول صلاة التراويح، وسبب تسميتها بهذا الإسم، ومنذ متى تم نهجها؟ وما قصتها حتى باتت سنة مؤكدة؟
تعريف صلاة التراويح
تُعَدّ صلاة التراويح من بين أنواع قيام الليل، التي تؤدى في شهر رمضان، وذلك مباشرة بعد صلاة العشاء، حيث أجمع علماء الدين أنها سنة مؤكدة، وسُمِّيت بهذا الاسم لأنّ المُصلّين يجلسون للاستراحة فيها بعد كُلّ أربع ركعات.
كيف يمكن تأدية صلاة التراويح؟
ويمكن أن تصلى صلاة التراويح جماعة في المسجد، كما قد تُصلّى فرداً في المنزل، حيث الأفضل فيها أن يقيمها الرّجل في المسجد، وعلى أن تصليها المرأة في منزلها، إلا أنه وبسبب الظروف التي يمر منها العالم وخاصة المملكة، ستقام صلاة التراويح في البيوت، وذلك في إطار التدابير الإحترازية والوقائية التي تشدد على ضرورة التباعد الإجتماعي.
قصة صلاة التراويح والرسول عليه أفضل الصلوات
يتساءل البعض عن الزمن الذي تم فيه نهج صلاة التراويح جماعة، حيث قال علماء الدين أنه في عهد النبي عليه أفضل الصلوات، اتخذ رسول الله هذا النهج، إلا أنه قام بها لثلاثة أيام وتوقف عنها في اليوم الرابع، خوفا من أن تفرض على المسلمين، ويعجزوا عن آدائه؛ وفي حديث شّريف يقول: (أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم خرَج في جوفِ اللَّيلِ فصلَّى في المسجدِ فصلَّى النَّاسُ فأصبَح النَّاسُ يتحدَّثونَ بذلك فكثُر النَّاسُ فخرَج عليهم اللَّيلةَ الثَّانيةَ فصلَّى فصلَّوا بصلاتِه فأصبَحوا يتحدَّثونَ بذلك حتَّى كثُر النَّاسُ فخرَج مِن اللَّيلةِ الثَّالثةِ فصلَّى فصلَّوا بصلاتِه فأصبَح النَّاسُ يتحدَّثونَ بذلك فكثُر النَّاسُ حتَّى عجَز المسجدُ عن أهلِه فلم يخرُجْ إليهم فطفِق النَّاسُ يقولونَ: الصَّلاةَ فلم يخرُجْ إليهم حتَّى خرَج لصلاةِ الفجرِ فلمَّا قضى صلاةَ الفجرِ أقبَل على النَّاسِ فتشهَّد ثمَّ قال: أمَّا بعدُ فإنَّه لم يخْفَ علَيَّ شأنُكم اللَّيلةَ ولكنِّي خشيتُ أنْ تُفرَضَ عليكم صلاةُ اللَّيلِ فتعجِزوا عن ذلك).
فضل صلاة التراويح
ومعلوم أن لصلاة التراويح فضائل كثيرة جدا، على رأسها مغفرة الذنوب؛ لحديث النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يُرَغِّبُ في قِيَامِ رَمَضَانَ مِن غيرِ أَنْ يَأْمُرَهُمْ فيه بعَزِيمَةٍ، فيَقولُ: مَن قَامَ رَمَضَانَ إيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ).