أعلنت المملكة العربية السعودية، أمس الثلاثاء، تأجيل القمة العربية الإفريقية، بعدما كانت مقررة يوم 11 نونبر الجاري، بسبب الأحداث في قطاع غزة، موضحة أن ذلك يأتي “نظرا إلى التطورات الحالية في غزة، والتي استدعت الدعوة إلى انعقاد قمة عربية غير عادية وقمة إسلامية تختصان ببحث الأزمة الحالية وما تشهده من تداعيات إنسانية خطيرة”.
وأعلن بيان لوزارة الخارجية السعودية، حسب ما نقلته وكالة الأنباء السعودية، أنه “بعد التنسيق مع أمانة جامعة الدول العربية ومفوضية الاتحاد الإفريقي، وحرصاً على ألا تؤثر الأحداث السياسية في المنطقة على الشراكة العربية الإفريقية التي ترتكز على البعد التنموي والاقتصادي، فقد تقرر تأجيل موعد انعقاد القمة العربية الإفريقية الخامسة إلى وقتٍ يحدد لاحقا”.
وفي هذا السياق؛ استغلت الجزائر وصنيعتها “البوليساريو” الانفصالية هذا التأجيل للترويج من جديد لادعاءاتها، فزعم الإعلام الجزائري وما يسمى وكالة أنباء الكيان الانفصالي أن القرار جاء أساسا بسبب ضغط الجارة الشرقية وجنوب إفريقيا على السعودية لحضور ممثلين للجبهة لهذه القمة المرتقبة، الشيء الذي تفادته بتأجيلها.
الجزائر لا وزن سياسي لها
وارتباطا بذلك؛ أكد رشيد لزرق، خبير القانون الدستوري ورئيس مركز شمال إفريقيا للدراسات والأبحاث وتقييم السياسيات العمومية، في تصريح لـ”برلمان.كوم“، أن “الجزائر لا وزن سياسي لها لكي تضغط على السعودية لتأجيل القمة، لهذا حاول الإعلام الجزائري حشر جنوب إفريقيا أيضا، والحال أن تأجيل القمة يعود لأسباب إقليمية ودولية”.
وأشار لزرق إلى كون “الجزائر وجنوب إفريقيا لم تستطيعا الضغط على روسيا المقربة، وعرفت القمة الروسية الإفريقية غياب البوليساريو؛ فما بالك الضغط على المملكة العربية السعودية”. مشددا على أنه “والحال أن لا وزن سياسي للجزائر ولا مصداقية لها”.
وأبرز الخبير السياسي أن “العلاقات السعودية الجزائرية تعرف فتورا بحكم رفض الأمير بن سلمان حضور القمة العربية بالجزائر، الأمر الذي ردت عليه (الجزائر) بغياب تبون عن القمة العربية بالسعودية بسبب الخلاف بينهما والذي يعود لتضارب التوابث السياسة الخارجية السعودية مع مواقف الجزائر وعدم وثوقية النظام الجزائري”.
مغربية الصحراء موقف تابث
ومن جهة أخرى؛ أكد رئيس مركز شمال إفريقيا للدراسات والأبحاث وتقييم السياسيات العمومية، في تصريحه، أن “موقف المملكة العربية السعودية موقف تابث لقضية الوحدة الترابية، بحكم العلاقات الاستراتيجية بين المملكتين المغربية والسعودية”.
وأضاف لزرق أن السعودية “لطالما عبرت عن دعمها لمبادرة الحكم الذاتي في الصحراء المغربية في إطار سيادة المغرب ووحدة ترابه الوطني كحل يتطابق مع القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة، وعن رفضها لأي مساس بالمصالح العليا للمملكة المغربية أو التعدي على سيادتها أو وحدة ترابها الوطني”.
وجدد الخبير التأكيد على أن “تأجيل القمة العربية الإفريقية يعود لأسباب تتعلق بالمملكة العربية السعودية والسياقات التي تمر منها المنطقة، والإعلام الجزائري يحاول حشر البوليساريو للإتارة الإعلامية بحكم اليأس الذي تعرفه أطروحة أعداء الوحدة الترابية، وتراجع النفود السياسي والإقليمي للجزائر بفعل تخبطها أمام الانتصارات التي يحققها المغرب على المستوى الدولي، إذ عمل (الإعلام الجزائري) على محاولة تعزيز موقفه من خلال الإدعاء بأن التاجيل بسبب إصرار الجزائر وجنوب إفريقيا على حضور ممثلي البوليساريو للقمة”.