هذا السؤال ليس فيه غرور، بل نعتبره سؤالا وجيها بعد أن نقرأ أو نستمع إلى ما قاله السفير الفرنسي بالرباط، في مناظرة له يوم الجمعة الماضية بالدار البيضاء.
فقد قال كريستوف لوكورتييه، إن لدى المملكة وفرنسا «أشياء كثيرة يمكنهما القيام بها معا»، على مستوى القارة الإفريقية. وأضاف السفير الفرنسي، حسب قصاصات لوكالة الأنباء المغرب العربي الرسمية أن «علاقات المغرب، الأقدم والأكثر استقرارا مع البلدان الإفريقية»، هي التي تجعل من المملكة « البلد الذي ينظر إليه الرأي العام بشكل أفضل في منطقة الساحل».
السفير الذي كان نشط لقاء – مناقشة حول العلاقات الفرنسية – المغربية بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بعين الشق (الدار البيضاء)، استحضر في خطابه العلاقات المميزة التي تمكن المغرب من إقامتها مع البلدان الإفريقية، خاصة مع دول الساحل وغرب إفريقيا وهو إقرار بقوة المغرب، الحالية في منطقة حاسمة من مناطق القارة السمراء، لم يعد لفرنسا فيها وجود أو تقلص إلى درجة كبيرة، مما دق ناقوس خطر الخروج النهائي من القارة.
وانطلاقا من هذا المعطى، أكد الدبلوماسي الفرنسي على أنه «يمكننا أن نعمل سويا من أجل تقوية تضامننا ومصيرنا المشترك أمام منافسينا».
وهو ما كانت افتتاحية “برلمان.كوم” قد دعت إليه، في أول تعليق على تصريحات وزير خارجية فرنسا الجديد ستيفان سيجورنيه.
وقد كان الموقع هادفا ومسؤولا عندما دعا باريس إلى التفكير مليا في مقترح مغربي سبق أن دعا إليه، يتمثل في علاقة ثلاثية بين القارة والمغرب وفرنسا، من أجل تعاون وطيد يقطع الطريق على منافسي البلدين.
ولعلّ هذا التوجه المعبر عنه بوضوح من الطرف الفرنسي يستوجب مقدمات ضرورية لا محيد عنها:
أولا: ضرورة القيام بالخطوة الحاسمة التي ينتظرها المغرب والمغاربة من الحليفة فرنسا، بخصوص القضية الوطنية المقدسة. وعلى باريس أن تحسم موقفها المبدئي من وحدة المغرب الترابية وأن تكف عن اللعب المزدوج في ملف مصيري للمغرب، و تعرف تفاصيله أكثر من أي دولة أخرى.
ثانيا: يستوجب كذلك أن تترجم العلاقة الندية إلى مواقف واقعية تعكس تغيير العقلية القديمة المبنية على مسلَّمات استعمارية عتيقة. ونعم لما قاله السفير من كون بلاده «تمتلك القدرة على أن تكون حليفا وشريكا مفيدا، بلا حصر أو احتكار»..
وهذه الندية تستوجب أن تسلِّم فرنسا بأن «من حق المغرب أن يرى فرنسا حول الطاولة» على قدم المساواة معه، مع توفر «الإرادة في إعادة بناء هذه الأجندة الطموحة جدا».
ثالثا: وكما كتب “برلمان.كوم”، فإن لفرنسا أن تعمل على تعبئة الموارد المالية والخبرة والاستثمارات والأبحاث، والمغرب يقدم على توظيف علاقاته وثقة الأفارقة فيه، تماما كما دعت افتتاحية “برلمان.كوم” في الرد على سيجورنيه..